انسحاب أحد أبرز العروبيين الشباب من حزب الصواب (صورة) | 28 نوفمبر

انسحاب أحد أبرز العروبيين الشباب من حزب الصواب (صورة)

جمعة, 19/01/2018 - 12:32

أعلن القيادي الشبابي البارز احمد حمنيه انسحابه من حزب الصواب، وأوضح ولد حمنيه الذي يعد من أبرز الوجوه الشابية العروبية في البلد وأكثرهم حضورا في الساحة النضالية، أن فكره الناصري دفعه إلى البحث عن خيط ناظم يسمح بتلاقي كل المشاريع والافكار القومية في وجه التشرذم والتنحار بين مختلف مذاهبه، وحاول جاهدا أن يعمل على ذالك وهو مادفعه إلى الإنتماء لحزب محسوب على البعثيين رغم أنه ناصري الفكر والطبع، لكن يضيف الناشط يبدو أن الطموح لم يجد مناخا رغم الصبر والمثابرة للصمود أمام المدارس المختلفة للتيارات القومية وكتب ولد احمنيه:

بيـــــــان :

((أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم))..صدق الله العظيم.. 
كل من عرفني على هذا الفضاء منذ سنوات لن يستطيع ان يميز فصيلتي القومية وهل هي ناصرية ام بعثية، بل انني اكاد أجزم ان غالبية أصدقائي ومتابعي تعتبرني بعثيا لوجودي في "حزب الصواب" ولكثرة مادافعت عن الشهيد صدام حسين وعن تجربة البعث العراقي..
لقد كنت حريصا على كل مامن شأنه ان يجمع الصوت الشبابي العروبي الذي كان غائبا في السنوات الماضية ولو تطلب مني -وانا ذو الخلفية "الناصرية"- الانخراط في صفوف حزب "بعثي"رغم التمايز الواضح بين الخطابين(الناصري والبعثي) في الكثير من الامور والقضايا..فاسست مع كوكبة من رفاقي البعثيين وبعض العناصر الناصرية القليلة تلك "المنظمة الشبابية" التي اردناها ان تشكل خروجا على النمطية وان تقفز على قوالب الماضي وتصفع الذهنية والعقلية التقليدية المشبعة بروح الخصومات والصراع بين التيارين..لقد استطعنا ان نتقدم في تجربتنا خطوات حصدنا فيها الكم والنوعية لكنها في كل مرة كانت تصطدم لنا بعقبات وهزات ناتجة من بعض الاحداث على غرار الموقف من ايران وسوريا وحزب الله والعراق وتركيا حيث تعتبر هذه النقاط من اسباب المفاصلة الجوهرية بين الناصريين واشقاءهم البعثيين.. 
حاولنا القيام بمقاربة لجسر الهوة وكنت حريصا شخصيا ان لااتطرق لايران باي مدح اوثناء ولاحتى حزب الله رغم اني لااعتبرهما اعداء وذلك حرصا منا على تلاقي الاخوة وقلنا ان الموقف من سوريا يتبع لاجتهادات لكن ذلك لم يرق لبعض الاخوة في المنظمة -وهم قلائل للأمانة-وفي القيادة السياسية الذين لاتزال للأسف تسيطر على غالبيتها عقلية الحرب الإيرانية العراقية وكم صدر من بعض اعضاءهم وبعض العناصر القليلة في المنظمة مالايليق للأسف ، وكان عند كل موقف كهذا يتشنج احد رفاقي القلائل من المحسوبين معي على "الناصرية" ويعلم الله ويعلم رفاقي انني كنت اتدخل واقنعهم بالصبر وبأن وحدة الصف الشبابي العروبي تستحق التضحية...
لقد بات واضحا ان توجه "المنظمة الشبابية" الذي ارادته ليس هو توجه الحزب رغم تفهم الدكتور الخلوق "عبد السلام ولد حرمه" لمشروعنا ومسايرته له لكن المحيط في القيادة السياسية لايساعده ويفرض على الحزب ان يظل متموقعا كحزب بعثي تقليدي صدرت منه الكثير من المواقف والبيانات والمقابلات الاخيرة التي يستشف منها:
-وقوفه ضدالدولة السورية التي تعرضت لهجمة تكفيرية عنيفة وذلك بسبب طغيان خلافات قديمة بين اجنحة البعث وكذلك متلازمة "فوبياايران".. 
- مناصرته لعاصفة الحزم والعدوان السعودي البغيض على الشعب اليمني..
-انخراطه في محور الرجعية العربية الذي حول بوصلة الصراع الى إيران وقام بنبش قضايا عربية تبقى ثانوية مقارنة بفلسطين مثل "الاحواز" وغيرها..
كل هذه الامور كنا نراها واقعا ونغض عنها الطرف حرصا على التوحد..بالاضافة للكثير من الامور والتفاصيل الاخرى الصغيرة التي كان آخرها تخليد "مئوية ناصر" ولاحظ الكثير كيف نأى الاشقاء البعثيون بنفسهم عن سجالنا ضد الاخوان الذي هاجمونا دون مبرر ليأتي احد القادة الرفاق الذين نحبهم ونعزهم ليكتب ضمنيا انه سجال لاطائل من ورائه وان كل الصراعات مع "الشركاء السياسيين" مؤجلة الى مابعد 2019..وكانني انا شخصيا لم افتح معركة قبل ايام مع أصدقائى في "محال تغيير الدستور" بسبب صدام حسين وهاجمت فيها أصدقاء شخصيين بسبب الشهيد ولم يتذكر الاخوة البعثيين قدسية الشراكة السياسية هنا بل فتحوا النار جميعهم على الحراك وأقحموا حتى السجين "ولد غدة".. فالذي لايستحق ان نخسر من اجله شركاءنا هو "ناصر" فقط.. 
لقد عودت نفسي وعودتكم على الصراحة.. على الاشقاء البعثيين ان يفهموا انني لم انتسب لحزب الصواب بسبب أنني لم اجد حزبا فانا انتمي لاعرض تيار عرفته الساحة وهو "التيار الناصري" الذي قدم الكثير من التضحيات وتعرض للقمع والسجون وكان الوحيد الذي قدم شهداء. وكانت هناك احزاب ناصرية متوفرة كان بإمكاني الانضمام لها وخدمة الفكر الناصري لكنني اخترت الانخراط مع رفاقي في مشروع شبابي اردناه جامعا وباعثا للمشتركات وطامرا لنقاط الخلاف كما اتفقنا عند تأسيس المنظمة.. ولم ات للانخراط في اجندة البعث العراقي الضيقة.. 
لقد اكتشفت وحصلت على الاستنتاج الاخير والمؤسف ان هذه التجربة لم يعد بإمكانها ان تنجح وتستمر طبقا لماسبق وان هذا المشروع الصغير الذي بذلت كل مابوسعي ان يظل قائما لم يسعفه الحظ للاسف وعجز عن مقاومة العقليات القديمة التي ظلت تتربص به من كل جانب.. وعلى هذا الاساس اعلن مايلي:
-انسحابي النهائي من حزب الصواب ومن منظمته الشبابية طبعا.. 
-اعتزاري بهذه التجربة الجميلة التي قضيتها مع رفاق ستظل مكانتهم وصداقتهم محفوظة في القلب.. 
-ان الأيام والاسابيع وربما الاشهر القادمة هي ماستحدد الوجهة والخطوة المقبلة التي ستخضع للدراسة وعدم الاستعجال...
((والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لايعلمون))