كيف تنجو من التوزير؟ | 28 نوفمبر

كيف تنجو من التوزير؟

خميس, 05/25/2017 - 11:34
اسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

 أنا لا أكن كثير احترام لمنصب الوزير في موريتانيا دون شخصه؛ لأن الوزير في الأنظمة الديمقراطية شخص مهم يساعد رئيسه في تحقيق برنامجه الانتخابي؛ ويبادر بالإصلاحات ويترك بصمته على قطاعه.
 وفي بلادي لاوزير يعبر عن نواياه ولا برامجه ولا بصماته؛ كل شيء فيه مرتبط بالرئيس. وأكثر الوزراء منذ الدولة الوطنية أقيلوا ولم يستقيلوا إلا قليلا؛ ومعظمهم لم يعرفه العموم إلا عند التعديل الوزاري أو تشكيل الحكومة التي تضمه.
وحين ترقب المدارس والموانئ والمطارات وشبكة الطرق تراها تعهدات للزعيم بنيت من مال الخارج غالبا؛ أو عبر أفكاره هو وليس الوزير المعني.
 الآمرون بالصرف والتنفيذ في موريتانيا؛ ليسوا آمرين إطلاقا والنتيجة هي سبات وبيات بنيوي طويل؛ لأن حكيم البيظان الأمير بكار ولد اسويد احمد رحمه الله كان صادقا حد الكشف؛ حين قال " إن رجلا يبني حلة ولكن حلة لاتستطيع أن تبني رجلا " غير أننا لم نع بعد أن حكيم تگانت كان يعي أيضا أن الرجل في الحكم هو مجموعة رجال أو لا يكون.
 من أراد أن ينتزع عبودية احترام الوزراء في موريتانيا له مثلي؛ ماعليه سوى أن يسافر بين مدينتين في الداخل؛ فينظر المدارس القصديرية من غير سوح ولا أسوار في القرى؛ ونقاط التفتيش للشرطة والدرك ؛ والطرائق التي بنيت بها، وأعشاش الطيور القاتلة المتطايرة على الطريق المعبد؛ وانعدام أي طريق سيار ذي اتجاه واحد يحقن الدماء ويريح السالكين؛ رحلة ستقوده إلى مداخل انواكشوط التي تستحق مجلدات من العتاب (جيف وأوساخ وغبار وبنايات متهالكة وكأنك في مدخل مخيم لمحاربي النينجا وليس مدخل عاصمة)
 حينها سيصب لعناته على وزراء الصحة والتجهيز والداخلية والتعليم ورئيس مجموعة انواكشوط الحضرية وبقية اللائحة.
 عذرا وزرائي الكرام ومن برتبهم من قرائي المباشرين وغير المباشرين؛ فمن أراد منكم أن أحترمه فليستقل أو "اطري حيله" فأنتم توليتم شأننا وهكذا نريكم كيف تواروا سوآت نحن لها راؤون وأنتم عنها عمون.

----------------

من صفحة الأستاذ اسماعيل يعقوب الشيخ سيديا على الفيس بوك