" المتمسكون " : | 28 نوفمبر

" المتمسكون " :

جمعة, 11/08/2017 - 17:45

للموريتانيين قدرة عجيبة على "فوكهة" قهرهم .
عبر أحدهم بصرامة عن تمسكه بآخر .
وليس للمقهور سوى أن يضحك مما يعتبره البعض شر البلية

لكنني أعتقد أننا لم نضحك بما يكفي من تلك العبارة ، لأننا ضحكنا متأخرين بعقود من مثارة الضحك تلك ، و حين ضحكنا لم نضحك بما فيه الكفاية .

فالرجل " المتمسك " كان يعبر عن انتمائه لأمة تقيم خيامها وتشرق عليها الشمس كل يوم .

لقد ضحكنا عقودا من كل الذين لم " يتمسكوا " ولم نمنحهم أكثر من نصائح الشيوخ وترشيد النافذين ، وتعميق إحساسهم بالتهريج وتبعات الشذوذ عن الجماعة والسياق .

الآن وبعد أن جفت دموع الكركرة و وتلاشت سكرة الإحساس بكل هذا التنكيت ، جاء دوري لأطرح سؤالا وطنيا لا أعتقد أنه سيترك الكثير من الخيارات خارج الضحك الهستيري أو الإحساس بالألم أو التوفيق بينهما اعتمادا على القاعدة أعلاه ( شر البلية ما يضحك ) .

من منا ليس " متمسكا " ؟

هل هي الأحزاب التي طال و تعدى تمسكها الأشخاص ليطال الجمود والخور وبهوت الخطاب ؟
زعامات ومناضلون قابعون خلف مكاتب الرياسة عقودا .
متمسكون بقيادتهم ومتمسك بهم .

هل هم أبناء القبائل المتمسكون بمشايخهم ومشيختهم يتوارثون الخضوع لمن تورثه النفوث بالبنوة وليس الكفاءة ؟

هؤلاء متمسكون بإرث السيادة من أجدادهم ومتمسك بهم .

هل هم الشباب الذين شابت عوارضهم ثلاثة أجيال وهم يدقون أوتاد خيام المهرجانات ويرتبون مكبرات الصوت طمعا ونهما ؟

هؤلاء أيضا متمسكون تالدا عن تالد ومتمسك بهم .

يكفر الديمقراطيون بالديمقراطية ويهرولون في فلك الإنقلابات ، ويتمسك بهم .

يفشل المترشحون للانتخابات الرئاسية ويحرقون مليارات الأوقية مقابل فشل 2% ، ويتمسك بهم .

تسحب الأحزاب تمويلات من الخزينة العامة مقابل اللوائح البلدية ولا يجنون مستشارا بلديا واحدا ، ويتمسك بهم .

ويعيث الرؤساء فسادا ويفشلون بكل المقاييس والشهادات ، ويتمسك بهم

وتثبت تهم الفساد بعشرات الملايين المختلسة على قادة الرأي العام ، ويتمسك بهم .

تتسرب فضائح الرشورة والإرتزاق وشراء الذمم ، ويتمسك بالأبطال .

نحن متمسكون جميعا ، كل بصنمه وكل بتابوهه الخاص .

ولا نحسن غير القهقهة الصفراء على لحون " آروافة ".

وحدهم الأزواج في هذه البلاد لا يتمسكون بزوجاتهم ولا يحسنون الولاء لأبنائهم .

في المشروع الوطني تم طرح قصة " التمسك " قبل جوقة ذلك المهرجان البائس .

لا قادة ولا مراكز ولا نافذين ، وحده المشروع الوطني بيئة عمل وطنية نظيفة من عباد الأوثان البشرية ومؤسطرو القادة .

لا أحد يتمسك بأحد ولا يوجد كرسي متميز على الطاولة .

ولهذه الأسباب جعلناها مستديرة لنقتل الزوايا والأركان ، ونتحدث من أماكن متشابهة لا يصدر منها الرأي مدبجا بهالات الأسماء .

اللهم صل وسلم على من يبيت الطوى ليلة الغنائم ، ويرقع ثوبه ويخيطه ، وهو يقول أنتم أدرى ...

#المشروع_الوطني_أملنا

-------------------

من صفحة الأستاذ محمد أفو  على الفيس بوك