إيرا وشاتم الرسول!!/ أيوب السيد
الأحد, 28 ديسمبر 2014 17:34

altالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:

فقد وفق الله عز وجل القضاء الموريتاني للحق، وهداه للحكم بشريعته على المسيء لجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتلقى هذا الحكم جميع المسلمين الموريتانيين وغيرهم بالفرح والسرور؛ بعد أن أمضوا سنة

 كاملة أو تزيد من الغضب والحزن على ما أقدم عليه اللعين المسيء من التنقص من النبي صلى الله عليه وسلم ووقوعه في عرضه واتهامه في عدالته- بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم-

ورغم فرح الموريتانيين بهذا الحكم ودعوتهم إلى تنفيذه حتى تطهر أرضنا من شاتم رسولنا؛ إلا أنه بقيت حفنة من المستغربين الحاقدين، وقلة قليلة من الكائنات البشرية المنكوسة الفطرة، ممن هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويعلنون تدينهم بديننا ( الإسلام)؛ صدمهم -على زعمهم- هذا الحكم وملكهم الأسى – زادهم الله أسا- بسببه، فكتبوا بيانا ينددون فيه بهذا الحكم الشرعي، ويطالبون السلطات بالرجوع عنه

وليس بمستغرب صدور هذا البيان من حركة؛ قامت- يوم أن قامت- على سب العلماء والتطاول عليهم، وتسفيه الأحكام الشرعية، وحرق كتب فقهائنا القدماء الأجلاء؛ لا لشيء إلا لأنها تبين حكم الله في قضايا الرق وغيرها، وكأن هؤلاء الفقهاء قد اخترعوا هذه الأحكام وأتوا بها من عند أنفسهم!، وكأننا لا نتلوا في القرآن آيات تكلم الله فيها عن العبيد، وأحاديث بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أحكام الرق وشروطه وضوابطه.

إن حركة إيرا ببيانها الأخير الذي أخذت تدافع فيه عن المجرم المسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قد جنت على نفسها بنفسها، وبحثت عن حتفها بظلفها، وأثبتت لمن كانوا يشككون في إجرامها؛ أنها حركة تحارب كل ما يمت للشريعة بصلة، وإلا فقل لي بربك لماذا دافعت وتدافع عن من سب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وحكم فاعله من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة؛ وإجماع علماء المالكية على كفر صاحبه وقتله مشهور معلوم عند جميع المسلمين، بل إن بعض العلماء نصوا على أن المشكك في كفره كافرأحرى من يتعاطف معه ويدافع عنه، قال الإمام محمد بن سحنون: (أجمع العلماء على أن شاتم النبي –صلى الله عليه وسلم- المنتقص له؛كافر،وحكمه عند الأئمة القتل،ومن شك في كفره و عذابه كفر)

ولي مع بيان الإيراويين! الذي خطته أنامل أشقاهم دفاعا عن المجرم الشقي؛ وقفات يسيرة مجملة لعلها تغني عن كثير من الكلام في الرد عليهم، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.

الوقفة الأولى:

بدأ بيانهم المشؤوم بعبارات عاطفية رومنسية! يثبتون فيها للمجرم والسفارات الغربية الراعية لأعمال حركتهم وأعماله؛ تعاطفهم معه وحزنهم عليه بسبب الحكم الصادر عليه؛ وكأنه حكم عليه عدوانا وظلما دون أي إثم أو ذنب ارتكبه، أو كأنه قد سب حاكما من الحكام، أو رئيسا من رؤساء الأحزاب السياسية، أو رجلا من عامة الناس؛ ألم يعلم هؤلاء الخونة أنه قد سب خير البشر، وخير من مشى على هذه الأرض، وأفضل الناس قاطبة- عليه أفضل الصلاة والسلام، مع أني على يقين تام أنه لو كان هذا المجرم قد سب زعيمهم المزعوم(بيرام) لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ولأقاموا عليه الحد بأنفسهم دون أن يحتاجوا إلى قضاء أو محاكمة، كما أرادوا أن يفعلوا مع العلامة الإمام أحمدو ولد المرابط- حفظه الله-؛ رغم أنه لم يسب زعيمهم ولم يقع في عرضه، فمالهم لم يصدموا من سب المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم على الأقل مثل ما صدموا من الحكم عليه، أم أن صدمتهم هذه لها مقابل دنيوي باعوه بذاك الثمن الأخروي!!

الوقفة الثانية:

أخذوا كعادتهم يصفون المسلمين الغاضبين بسبب وقوع المجرم في عرض نبيهم بمصطلحات علمانية يسارية أكل عليها الدهر وشرب من قبيل (الظلاميين، الغلاة، المتطرفين، الإقطاعية الدينية، الداعشية...)، وكأن الغضب للنبي صلى الله عليه وسلم جريمة، وليس قربة يتقرب بها إلى الله بل واجب عقدي إيماني لا إيمان لمن تركه.

ثم دعنا نفترض جدلا أن هذه الجموع التي خرجت في جميع ولايات الوطن بمختلف توجهاتها غلاة متظرفون؛ فهل أسرة المجرم التي تبرأت منه متطرفة أم أنها آثرت حب النبي صلى الله عليه وسلم الواجب على حب ابنها الطبعي! وآثرت الآخرة على الدنيا وليس كما فعلتم أنتم وعكستم القضية.

إن المتطرف حقا هو ذاك الذي يركن إلى الذين ظلموا ويجادل عنهم، ويدافع عنهم ( هانتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلا)

الوقفة الثالثة

جاء في ثنايا البيان أن توبة المجرم اللعين- وهو لم يتب توبة شرعية!- "كفيلة لوحدها بإسقاط تهمة الردة عنه حسب القانون الموريتانى" ونقول نعم لنفترض أنه تاب واعتذر عن فعلته الشنيعة؛ فهل القانون الموريتاني الذي ذكرتم أنه يسقط عنه تهمة الردة؛ سيسقط عنه حكم الإعدام!؟ اللهم لا فالتوبة هنا لا ينظر إليها قضاء وإنما ينظر إليها ديانة فقط، مثلها في ذلك مثل كثير من الجنايات؛ فلو أن شخصاً قتل آخر،ثم قال للقاضي إنه تائب ونادم، فهل تقبل توبته قضاءً؟ فالجواب أنه لا يوجد فقيه أو قانوني يقول نعم؛ لأن توبته بينه وبين ربه، ولكن القصاص واجب إلا إن عفا أولياء الدم ، لأن هذا حق آدميين.

ثم ألستم أنتم من أصدر بيانا بعد الحادثة بأيام؟ وأعلنتم دعمكم له قبل توبته، فلماذا تستدلون بتوبته- الآن- وأنتم قد دافعتم عنه قبل ذلك عندما كان مصرا على قوله غيرمكترث بتلك الجموع المسلمة المؤمنة الغاضبة ولا آبه بمصيره وخاتمته السيئة نسأل الله عز وجل أن يشل أركانه ويرينا فيه عجائب قدرته وفي كل من دافع عنه أو تعاطف معه أو رأى رأيه- إنه ولي ذلك والقادر عليه-

فيديو 28 نوفمبر

البحث