ليست شنقيط التي أعرف/ محمد ولد عبد القادر
الخميس, 08 يناير 2015 15:29

altشنقيط مدينتي التي على بطحائها ورمالها حبوت وترعرت، ومن أمجادها وخلود وعزة سلفها الصالح رضعت وأرتويت ومن عطائهم وصيتهم وكرامتهم تشبعت ، رجال تشهد لهم مئذنة مسجدها الخالدة والشامخة شموخ مشيديها بالعزة والخلود ،

 تركوا صيتا وسمعة في مشارق الأرض ومغاربها علما وورعا وتقوى وكرما حتى تسمى بلد بإسمها وشدت إليها الرحال لأخذ العلم من قلوب رجالها وبطون كتبها والزهد من سير سلفها والصبر من بطحائها ورمالها ٠

اليوم تغير حالها وتبدل رجالها وتلطخت رمال بطحائها بسيارات فارهة مشبوهة المصادر ،وديس تراثها وهمش شبابها الغيور عليها المتوجع لحالها ومآلها ، أبناؤها ليسوا خير خلف لخير سلف ضيعوا الأمانة وباعوا المجد والرسالة وأضاعوا العلم والورع ، وتحولوا لمزارعين بعد أن كانوا علماء، تنافسهم في ــــ أزرايب ـــــ وحديثهم يدور حول ــــ سل مدينة ــــ وقليل منهم من يحفظ سورة سبح ،همهم التحصيل والتنافس وكثير منهم لا يفرقون بين الفعل والفاعل ، أطر ومثقفوا المدينة مكتوفي الأيدي أمام واقع مرير وأحتضار سريع الوتيرة وقتل ممنهج على يد بعض ممتهني السياسة المحلية ــــ بلتيك ــــــ منتهجين سياسة فرق تسد مستغلين مكانة المدينة العلمية والحضارية طيلة ربع قرن من الزمن مستحوذين على المساعدات المقدمة لها طيلة هذه الفترة موجهينها لجيوبهم مستثمرينها في مصالحهم وكلما إختلفوا على تقاسمها تفرقوا وفرقوا سكانها ، اليوم ظهر خلافهم جليا وأنعكس سلبا على سير المهرجان تنظيما وحضورا وإبرازا لدور شباب ومثقفي المدينة وتراثها وإشعاعها العلمي وسينعكس لا محالة على نتائجها وترتيبها في مسابقات المهرجان وأرجو أن تحافظ على الأقل على نتيجتها السابقة في نسخة ولاتة ـــ المرتبة الأولى في سباق الحمير ـــــ أما القرآن والشعر والتراث فليس لهم مكان لأن القائمين على شؤون المدينة ومنتخبوها إستبدلوا أدوارهم الطبيعية بمحصلين ومستجدين بإسم المهرجان وفريق إكتفى بضيافة رجال الأعمال والمسؤولين تقربا منهم بحثا عن صفقات أو قروض أو محو ديون ، تاركين المهرجان لأمثال أولاد لبلاد مفرغينه من معناه ، هذا ما آلت إليه شنقيط إن لم يتداركها شبابها الغيور فما في البلد أحوج منها لتجديد الطبقة السياسية٠

 

فيديو 28 نوفمبر

البحث