لو كنت أنا " بوعماتو"... لما تشردت أنت!!
الأحد, 15 فبراير 2015 13:23

altآراء الكتاب- 28 نوفمبر

أقولها لجاري المشلول كلما رأيت حاله " لو كنت أنا " ولد بوعماتو " لما تشردت أنت... ولكنني للأسف لست هو وليس بمقدوري أن أفتح عينيه عليك " كما تظن أنت" رغم قرابة الدم التي تربطنا... ورغم أنني أحسن منك حالا

 إلا أنني لست من بإمكانه أن ينتشلك من الضياع...

 

القصة وما فيها بمنتهى البساطة أن لي جارا أصيب بشلل نصفي بعد أن رزقه الله ولدا... كان يعمل حارسا لبيت قيد الإنشاء... يستتر أمامه بخيمة قماش بالية لا تكاد تقيه قر الشتاء.. ورغم ذلك فقد كان راضيا بما قسمه الله له...

 

جاري المسكين  له خمس خرجات لا غير... يتكبد  خلالهن الكثير من المشاق... خرجات هن بالتحديد أوقات الفرائض... والوجهة بيت الله....

قبل شهر اكتمل بناء البيت وكان على جاري أن يغادر... لكن إلى أين!!؟... لا بيت يملكه ... ولا راتب يكفيه مؤونة الإيجار... فكرت أن أقاسمه بيتي المؤجر والمتواضع... لكن المنزل لا يحوي غير غرفتين وصالة.. لا تكاد تسع الساكنين... ورغم ذلك عرضت الأمر عليه... لكن عزة نفس الرجل – رغم المرض والفاقة- وقفت حاجزا أمامه دون الموافقة...

ولأن رحمة الله وسعت كل شيء... فقد أعاره أحد الجيران قطعة أرضية لا تحوي غرفة ولا حماما بانتظار أن يتدبر أمره.. وخلف الجدار على القطعة الجرداء نصب الرجل خيمته ليبعد العيون ولو مؤقتا عن عجزه وفقره وسوء حاله وحال أسرته..

تبادلنا أطراف الحديث ليلة أمس كعادتنا ونحن في طريق العودة من المسجد... سألني الرجل إن كنت على علاقة برجل الأعمال محمد ولد بوعماتو .. واصفا إياه بالمحسن... وبالنفي أجبت... ليستدرك قائلا" فقط سمعت مرة أنه منح سكنا لامرأة فقيرة لا يعرفها... حين سمع بحالها"...

ابتسمت وأنا أبكي بداخلي وتمتمت بصوت غير مسموع  بذات الجملة التي طالما رددتها " لوكنت أنا " بوعماتو"... لما تشردت أنت..

ولأنني  أدركت القصد من الحديث ... فقررت أن أكتب قصته دون ذكر اسمه... حتى ألفت انتباه كل من يملك لحال من لا يملك... ولعلها تكون خطوة إيجابية على طريق تأمين ظروف ملائمة لرجل عزيز نفس يرفض أن يذله العجز وتدفع به الفاقة إلى التسول...

بادو ولد محمد فال امصبوع

 

فيديو 28 نوفمبر

البحث