قصة اليزيديات والمخطوفة الامريكية لدى داعش
الأحد, 16 أغسطس 2015 10:27

ثقافة ومجتمع- 28 نوفمبر

القاصرتان من الطائفة اليزيدية اللتان نجحتا في الفرار من بيت الفظائع في شمال سوريا، هما اللتان كشفتا النقاب عن القصة التي تقشعر لها الابدان عن اللحظات الاخيرة في حياة الرهينة الامريكية كيلا مولر. الشقيقتان، اللتان لن يكشف النقاب

 عن اسميهما، فرتا الى اقليم كردستان، اعتقلتا ونقلتا الى المحققين الامريكيين. اما المعلومات التي تظهر في التحقيق فتهز الابدان.

بيت الرعب المحروس شكل منشأة حبس لارنبات الجنس لمقاتلي داعش كبار. وقد حصل هؤلاء عليهن كغنيمة، قبل وبعد الخروج الى “عمليات نوعية”. وكان بيت الفظائع يدار حسب توزيع المهام: المخطوفات فوق سن 40 تعملن كخادمات، طباخات ومنظفات. وفوقهن، الزوجان التونسيان، أبو وأم سيف، عملا كقوادين. ام سيف كانت تغسل وتعطر الفتيان قبيل نقلهن الى “غرفة التسلية”. وقد القي القبض عليها قبل شهرين، وشهادتها تؤكد قصص اليزيديات. زوجها، ابو سيف، الذي قتل في هجوم امريكي على بيت الرعب، وجد لكبار داعش الحجة الشرعية للتنكيلات والاغتصابات: الثأر الجنسي بمن لسن “مسلمات صحيحات” من أجل ارضاء ومصالحة الله.

زعيم داعش، ابو بكر البغدادي، أخذ لنفسه “الحلوى”. كان محظورا على كل واحد آخر أن يلمس المخطوفة الامريكية. أول أمس، في يوم ميلاد مولر الـ 27، لو بقيت على قيد الحياة، كشف ابواها في اريزونا المعلومات التي نقلتها اليهما وكالة الاستخبارات الامريكية. البغدادي ليس فقط مجرما فظيعا. بل هو ايضا مغتصب مواظب نكل بالرهينة الامريكية على مدى اشهر طويلة وتجاهل استجداءاتها التي صدحت بين حيطان بيت الرعب. فقد روت الشقيقتان عن حجرة الحبس المشتركة، أربع يزيديات ومخطوفة امريكية كانت تبكي بمرارة في كل مرة اخذوها او اعادوها من والى “غرفة التسلية”.

البغدادي، كما يتبين، اعتبر كيلا مولر “ملكا خاصا”، ودرج على المجيء “للزيارة” في احيان قريبة. وتقسم الشقيقتان اليزيديتان بانهما لن تنسيا ابدا الرائحة الكريحة للمقاتلين – المغتصبين واستجداءات وصراخات الاعتراض من جانب مولر.

ام زين من بغداد، المديرة العامة لجمعية العناية بالنساء الاسيرات لدى داعش، نقلت الي قائمة التعرفة وقواعد التجارة بالرهينات. مسموح البيع والاتجار بكل بائسة “فقط” خمس مرات. بتعبير أبسط، يمكن للمخطوفة أن تنقل بين خمسة “ازواج” مقابل المال، النقدي، حسب قائمة الاسعار. 165 دولار للطفلات حتى سن التاسعة. 190 دولار، التعرفة الاعلى، للقاصرات حتى سن 17. ومن هنا تهبط الاسعار. المخطوفة ابنة 40 تساوي 40 دولار، ابنة خمسين يلقى بها كغرض لا يرغب فيه احد. واذا لعب حظها، ابقاها آسروها على قيد الحياة. قبل سنة من العلم بموتها، بعثت مولر برسالة تهدئة لابويها في اريزونا. يتعاملون معي بنزاهة، حاولت الاقناع، وضعي مريح. وأنا فقط مشتاقة جدا. ورغم التعليمات المتصلبة من واشنطن بعدم الكشف عن الاسماء والتفاصيل عن المخطوفين والرهائن، وقع لموظف امريكي خلل امام الكاميرات وتلفظ باسم كيلا الخاص. الرئيس اوباما اضطر لان يواجه الصحافة، رسالة كيلا كشفت وفي اعقاب شهادة القوادة ام سيف قصفت طائرات سلاح الجو الامريكي بيت الفظائع.

هناك حاجة الى شجاعة هائلة لاجل النشر. مثلما فعل والدا مولر، لهذه المأساة التي انهت حياتها العاصفة. بذات القدر كان يمكن ان تترك القصة تذوي، فيذكرون نشيطة حقوق الانسان التي تراكضت بين المستشفيات، مخيمات اللاجئين، الجمعيات والمتبرعين. ليس لها قبر ولن يكون لها شاهد لحفر قائمة الافعال الجيدة التي فعلتها ببراءة. الان سيذكرونها كفريسة سقطت في ايدي قاتل منكل.

قريبا في فيلم.

يديعوت  16/8/2015

فيديو 28 نوفمبر

البحث