ما لا أستسيغه في خطاب المعارضة...
الأربعاء, 25 يونيو 2014 14:35

altعندما نقول عن النظام بأنّه دكتاتوري و نصفُهُ بالانقلابي و المستبد ، و مع ذلك نحشر أنفسنا في خانة العمل الديمقراطي حصْريًّا لمجابهته و محاولة تغييره...فهذا لا أستسيغُهُ!!! لا أستسيغُ مواجهة الديكتاتورية الخالصة...بالديمقراطية الخالصة!!! 

لا أستسيغُ أنْ نظلّ نراوح مكاننا...من مسيرة، إلى مهرجان خطابي، إلى بيان صحفي، إلى منشور يُذاع... و أنْ نقْبل بالتّلهّي المستمر في حدود ما يسمحُ به النظام من حريات و مجالات للتعبير، هي دوْما أقلّ مما يكفله الدستور...و مع ذلك، نعتبره في الوقت ذاته نظاما استبداديا...أرى في ذلك تناقضا كبيرا بين وصفِ النظام بالدكتاتوري من جهة، و التزام العمل ضده بالطرق الديمقراطية من جهة أخرى,,, بالضبط كما تلتزم المعارضة النرويجية أو الألمانيّة بالعمل ضد أنظمتها هناك..و هذا التناقض، في رأيي، يكمن في أنّ وسائل النضال الديمقراطي لا تفي بالمطلوب إلاّ في الأنظمة الديمقراطية...أمّا في غير الأنظمة الديمقراطية، فإنّها بلا فائدة كبيرة، بل خطيرة، لأنّها،مع طول الوقت، قد تكون سببا في تفشي اليأس و الاحباط...

لهذه الأسباب، أقول بأنّنا اليوم بحاجة إلى توضيح مهم: إمّا أن يكون النظام مستبدّا و دكتاتوريا، فلا بُدّ لنا من مصارعته، و محاربته بما يلزم من جرأة و شجاعة و استعداد للتضحية بالغالي و النفيس لفرض التغيير، و هو ما سيؤدّي حتما إلى مقاطعته، و مُجابهته عنوة، و المصادمة معهُ [على الأقل بفرض الاعتصام المشروع في الساحات العمومية]...و إمّا أنْ يكون الواقع يُملي غير ذلك، فليس أمامنا إلاّ اعتماد النهج الديقراطي الواعي في العمل ضدّه بما يلزم من حنكة و حكمة و نضج و تقدير لموازين القوى و ظروف المدّ، و الجزر، و الماكن، و الممكن، إلخ...و تقدير ذلك و القرار فيه بيد القيادات السياسية طبْعًا...خاصّة و أنّها أدرى بالصّواب و أقرب إليه، و لله الحمد...ما ننصحُ به نحن من واقع رؤيتنا الجزئية و القاصرة قطعًا، هو ضرورة توضيح الموقف، و ضرورة التوفيق و المُواءمة الاستراتيجية بين أساليب النضال المتّبعة، و بين الأهادف المرحليّة المرسومة. و لنا في تجربة "الرّحيل" دروس و عِبَر كثيرة، حيث كان الهدف "ربيعي" ساخن، و المركبُ "شتوي" بارِدْ !!!!

أتمنّى منكم الارتفاع بمستوى النقاش، و المساهمة فيه بهدوء، و تعقّل، و تبصّر..

---------------------

من صفحة الأستاذ محمد فال ولد بلال على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث