صور نادرة تجمع جمال عبد الناصر بولد داداه (صور+ كلمة جمال الترحيبية)
الاثنين, 18 أغسطس 2014 23:11

altموريتانيا- 28 نوفمبر: يحتفظ المركز الثقافى المصري في موريتانيا بعشرات الصورة النادرة التى تجمع بين القائدين، الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والرئيس الموريتانى الراحل المختار ولد داداه، وقد حافظ المركز على هذه الصورة التى حصل عليها من أرشيف الرئاسة المصرية.. 

الصور النادرة تظهرفي إحدى هذه الصورة الزعيمان وهما يتجولان لتحية الجماهير المصرية وأفراد الجالية الموريتانية التى قدمت للسلام.

 وهذا نص الكلمة الترحبيبة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر  فى حفل عشاء تكريماً للرئيس الموريتانى مختار ولد داده وذالك بتاريخ: 

27/03/1967

 

الصديق العزيز الرئيس مختار ولد داده:

 

يسعدنى كل السعادة أن أرحب بكم هنا فى القاهرة، فى أول زيارة رسمية تقومون بها إلى الجمهورية العربية المتحدة، ومع أن القاهرة قد سعدت بكم من قبل فلقد كان ذلك خلال مؤتمرات ذات طابع عالمى واسع فى إطار منظمة الوحدة الإفريقية، أو ضمن جهود الدول غير المنحازة؛ من أجل صيانة السلام فى عالمنا، وصيانته على العدل، لكنها المرة الأولى - أيها الصديق العزيز - التى يتاح فيها للشعب العربى فى مصر أن يستقبلكم فى زيارة رسمية لبلاده كرئيس لدولة موريتانيا الإسلامية وكقائد ممتاز لنضال شعبها الحر، المحب للسلام والعامل من أجل التقدم. وفى الحقيقة - أيها الصديق - فإن الشعب العربى فى مصر قد تابع منذ زمان طويل، باهتمام وبتقدير، ذلك الدور الهام الذى قام به شعب موريتانيا؛ وفضلاً عن صلات تاريخية وإسلامية عريقة ووثيقة جمعت ما بين الأمة العربية فى المشرق، وما بين الأرض التى وصل إليها نور الإسلام فى المغرب، وهى صلات أنتجت طاقات حضارية هائلة وحققت تجانساً فكرياً له آثاره البعيدة المدى، فضلاً عن ذلك كله فإن البعوث الموريتانية إلى الأزهر الشريف - وقد كانت من أكبر البعوث الإسلامية إليه فى التاريخ القريب - صنعت خط اتصال مباشر ما بين التيارات المؤثرة على اتجاه التطور فى البلدين.

 

وإن الدور الذى قام به شعب موريتانيا سوف يبقى دائماً علامة بارزة فى أوضاع القارة الإفريقية وفى نضالها؛ ذلك أن شعب موريتانيا استطاع أن يكون جسراً مادياً وحضارياً يربط بين الشمال الإفريقى وما بين قلب القارة الإفريقية؛ عبر الصحراء الكبرى التى تصورها الاستعمار عازلاً، فإذا هى تتحول إلى رباط يصل ولا يفصل.

إن هذا الدور البناء لموريتانيا مازال مستمراً، وسجل الحوادث فى إفريقيا يعطى لشعب موريتانيا صفحة مشرقة. إن شعب موريتانيا تحت قيادتكم الحكيمة شارك إيجابياً فى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، وفى دعمها، وفى الحرص عليها، بالوعى الذى يضع فى اعتباره دائماً حقائق التطور فى إفريقيا، ثم استطاع هذا الشعب بعد ذلك أن يتبنى بصلابته كل المواقف النضالية للشعوب الإفريقية، واستطاع بجدارة أن يضع نفسه ضمن الطلائع المتحررة فى القارة، والقادرة على اتخاذ موقف المقاومة الشجاعة ضد الاستعمار والاستغلال، وليس ذلك هو الإخلاص لقضية الحرية وحدها، ولكنه أيضاً الإخلاص لرسالة الإسلام.

 

إن رسالة الإسلام دعوة قدسية إلى الحرية؛ نزلت تطلب إلى البشر فى كل مكان وزمان أن يرفضوا استغلال شعب لشعب، واستغلال طبقة لطبقة، واستغلال إنسان لإنسان، وتنادى بمساواة بين الناس فى العدل، وذلك معناه - بغير لبس وبغير شك - أن رسالة الإسلام بالطبيعة معادية للاستعمار، وأن رسالة الإسلام بالطبيعة معادية للامتيازات الإقطاعية، وأن رسالة الإسلام بالطبيعة معادية للاستغلال الرأسمالى.

 

أيها الصديق العزيز:

 

إن الأمة العربية تعتز بتراثها الإسلامى، وتعتبره من أعظم مصادر طاقتها النضالية، وهى فى تطلعها إلى التقدم ترفض منطق هؤلاء الذين يريدون تصوير روح الإسلام على أنها قيد يشد إلى الماضى، وهى ترى أن روح الإسلام حافز يدفع إلى اقتحام المستقبل، على توافق وانسجام كاملين مع مطالب الحرية السياسية والحرية الاجتماعية والحرية الثقافية.

 

وفوق ذلك فهى لا ترى أى تعارض بين قوميتها العربية المحددة، وبين تضامنها القلبى والأخوى مع الأمم الإسلامية؛ أى أن الأمة العربية بقواها الثورية التقدمية لا ترى فى الإسلام عائقاً عن التطور بل تراه بحق وإيمان دافعاً إلى هذا التطور، كما أن الأمة العربية بقواها الثورية والتقدمية لا ترى فى القومية العربية عازلاً عن تضامن الأمم الإسلامية، بقدر ما ترى أن مواقع النضال من أجل الحرية السياسية والاجتماعية فى كل القارات تعزز بعضها بعضاً وتؤازرها وتدعمها.

 

وإنه ليسعدنا أن نسجل أن شعب موريتانيا أثبت فى مواقف عديدة أنه يشارك معنا فى هذه النظرة؛ فلقد استوعب بفهم صادق وبوعى عميق حقائق قضية العرب الأولى فى فلسطين، واتخذ إلى جانب الأمة العربية وتأييداً لها موقفاً واضحاً لا مواربة فيه.

أيها الأصدقاء الأعزاء:

 

إننى أدعوكم إلى الوقوف معى تحية لضيفنا العزيز الرئيس المختار ولد داده، وللسيدة الفاضلة قرينته، وتحية لشعب موريتانيا العظيم وتحية للأخوة الإسلامية الحقة فى النضال من أجل الحرية السياسية والاجتماعية، وتحية لكل آمالنا وآمال غيرنا من الشعوب فى سلام قائم على العدل.

28 نوفمبر

 

altalt

فيديو 28 نوفمبر

البحث