تقرير: أكثر من ألف فرنسي في صفوف داعش
الثلاثاء, 18 نوفمبر 2014 10:49

alt28 نوفمبر- ملفات

أصابت مشاهد الفيديو التي بثها داعش لذبح الرهينة الأمريكي والعسكريين السوريين قبل يومين المجتمعات الغربية بالصدمة، وخاصة فرنسا، بعد اكتشاف "المساهمة" الفاعلة للمسمى أبوعبد الله الفرنسي في هذه الجريمة البشعة،

 ما جعل وسائل الإعلام والصحف ومراكز البحث والدراسات والأحزاب تطالب بصوت واحد، بضرورة تسليط الضوء على هذه الظاهرة المتنامية في المجتمع الفرنسي؛ ظاهرة الجهاديين الفرنسيين في صفوف داعش وغيره من التنظيمات والعمل على وقفها إذا أمكن قبل استفحالها.

 

وبعد صدمة أبوعبدالله تناقلت وسائل الإعلام  والصحف مثل لوموند ولوفيغارو قناة فرانس 2، خبر وجود فرنسي ثانٍ في الفيديو نفسه، تسعى الجهات الأمنية إلى تحديد هويته بدقة، لاتهامه رسمياً بالإرهاب على غرار ما قررت النيابة العمومية في باريس بخصوص أبوعبد الله أو ماكسيم أوشار، الشاب الفرنسي البالغ من العمر 22 عاماً، والذي تحول فجأة من فرنسي عادي إلى متشدد إرهابي، لينطلق في رحلة مذهلة من شمال فرنسا قرب مدينة روان إلى موريتانيا لدراسة الدين الإسلامي في 2012، لكنه قاطع تحصيله الديني بعد أن اتهم المدرسة القرآنية التي انتمى إليها بالتساهل والتخاذل في تعليم الدين الصحيح، حسب أقوال شهود في فرنسا وموريتانيا لينتهي بعد مروره بتركيا في سوريا منذ صيف 2013، في صفوف داعش بعد أن أوهم الجميع بأنه ذاهب إلى سوريا متطوعاً في جمعية إغاثة إسلامية.

ذئاب وشبكات

وإذا كان أوشار، نموذجاً "للذئب المنفرد" بما أنه لم يكن على علاقة بأي حركة أو تنظيم أو شبكة باستثناء شبكات التواصل الاجتماعي بعد إشهار إسلامه، فإن الفرنسي الثاني الذي وجهت له النيابة العمومية أيضاً اتهاماً رسمياً بعد التأكد من شخصيته دون الإفصاح عن هويته، يعدّ نموذجاً للمجند الغربي المثالي في صفوف داعش، ولم يفاجئ حضوره في الفيديو أجهزة الأمن الفرنسية، التي عرفت منذ فترة تفاصيل كثيرة عنه، مولده وتاريخ تحوله إلى الإسلام من المسيحية، وسفره إلى سوريا منذ 2013، ولكنها تتحفظ على التصريح باسمه لانتمائه إلى شبكة كاملة لا تزال التحقيقات حول نشاطها وأفرادها جارية حتى اليوم.

 

وفي تعليقها على هذا الجيل الضائع من الشباب الفرنسي، أجمعت الصحف ووسائل الإعلام على خطورة التهديد الذي تمثله الحركات الجهادية المتطرفة، ليس بسبب قوة مشروعها السياسي أو الإيديولوجي بل لقدرتها على استقطاب مثل هذا الشباب والزج بهم في أتون البشاعة والجريمة ضد الإنسانية، لهدف واحد، إصابة الرأي العام الغربي والدولي بالصدمة، حسب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند كما نقلت الدوائر المقربة منه، بتوجيه مثل هذه الرسالة.

 

رسالة من داعش

 

وحسب هولاند، والطبقة السياسية الفرنسية، فإن الشباب الغربي الغارق في بحر داعش، ليس سوى أداة تواصل يلجأ إليها التنظيم لتبليغ رسالته إلى الخارج، ومفاد الرسالة "انظروا جيداً ما يمكننا فعله بكم وبشبابكم، هم اليوم هنا، ولكن من يضمن خلو شوارع مدنكم منهم غداً".

 

وحسب الخبراء الفرنسيين، فإن الهدف الثاني من هذه المشاهد زيادة استقطاب الشباب التائه، متديناً كان أم لا، بإغرائهم بالحركة والقتل والقوة المطلقة التي يوفرها لهم داعش، الذي نجح بشكل غريب في المزج بين "التلصص المرضي" بالمفهوم الطبي النفساني والبربرية بالمعني الجنائي.

 

ظاهرة

 

وفي انتظار خطة بديلة أو استراتيجية أكثر فعالية لمكافحة هذه الظاهرة، أوردت الصحف الفرنسية الصادرة الثلاثاء، نقلاً عن النيابة في باريس بعد قضية الشاب أوشار، أن هذه الظاهرة تتعلق ما لايقل عن 1132 فرنسياً وفرنسية، 376 سافروا بعد إلى العراق وسوريا، من بينهم 88 سيدة و10 أطفال.

 

وعلى الصعيد الأمني والقضائي، أمرت النيابة الفرنسية حتى الأن بالقبض على 109 أشخاص بعد اتهامهم رسمياً بالارهاب من قبل "قطب مكافحة الإرهاب" وفتحت 93 تحقيقاً من بينها 48 تحقيقاً أولياً مع مشبوهين، و45 إنابة عدلية جدلية للتحقيق مع المتهمين بالتورط في الشبكات الجهادية، في حين قضت المحاكم بإدانة 76 شخصاً وسجنهم ووضع 33 أخرين تحت الرقابة المشددة.

24

فيديو 28 نوفمبر

البحث