السعادة!
الخميس, 01 أكتوبر 2015 07:33

خرج حائرا صوب الحياة،تناول أحلامه صباحا دون سكر،غسل وجهه بتلك التراب،رقص كالمجنون في مجالس العزاء،قهقه لوحده قبيل الشروق،ارتدى ثيابه البيضاء،وبكى يوم العيد،وأخذ يسكب دموعه في قارورة صغيرة،

ذهب نحو الشاطئ،رمى القارورة بين الأمواج المتوثبة،وأخرج صنارته ووضع بطاقة تعريفه فيها-كطعم-وقذفها داخل اليم،بعد انتظار طويل،رأى الليل يركض نحوه،اخرج صنارته،لم تكن بها سمكة،اخرج بطاقة تعريفه وأكلها،وألقي قصيدة طويلة لم يفهمها أحد،ورحل تشيعه الرياح!

 

في مكان آخر،تحول جسده إلى تمثال متحرك،يزوره الحمام كل مساء،ونبتت الأزهار خلف خطواته،وكانت الشمس تستحي من أن تحرق وجنتيه كما كانت تفعل،لكن قلبه كان يشبه البيت المهجور،لا صخب فيه ولا أنوار!

شعر بالوحدة،داخل تلك الأوقات المزدحمة بالرخاء،عاد لموطنه القديم يحمل الهدايا،فتش كل تلك الأماكن،وسافر بصره بينها،يبحث عن وجه مبتسم،لم يعثر عليه،رحلته كانت بلا معنى!

كان جسده حرا،لكن روحه كانت في المنفى،نظرت إليه عجوز من الغابرين وقالت له:

أراك تعبت في سفرك هذا،وقد قهرت كل المحن،وشبعت من معظم الرغبات،ومع ذلك لا أرى وميض السعادة في عينيك!

تلك السعادة التي ركضت خلفها،كانت تتبعك كظلك،لكنك لن تراها إلا في يوم مشمس،فالسقيم يراها في الصحة،والجندي يراها في السلام،والجائع يراها في الطعام،والفيلسوف يراها في المعرفة،والحائر يراها في الأجوبة،إنها ليست معقدة،إنها في البساطة والمعرفة،ستجدها عندما تقوم بمنحها للآخرين دون تصنع ودون تمييز!

من السعيدة نوكيا 205،وجميل هو هذا المنظر الصامت،عندما يمتزج ضياء القمر بالضباب وبخيوط الفجر وبرياح خفيفة وبصياح الديكة،حيث أشجار الطلح المتناثرة في الأفق أمام تلك الجبال البعيدة تزرع في نفسك إيمانا عميقا،بأن الحياة رحلة عابرة!

هنا بادية لعيون والساعة 05:56 صباحا

من صفحة الأستاذ خالد ولد الفاضل

فيديو 28 نوفمبر

البحث