المســـواك !
الثلاثاء, 03 نوفمبر 2015 13:01

في ثنايا الشعر العربي و"لغنَ" الحساني ومضات نادرة ورائعة تشي بتشابك الثقافة الشعبية الموريتانية والأدب العربي الأصيل، وتعكس هذه الومضات بعض الأحيان تفاصيل دقيقة ولطيفة في نمط تفكير الأدباء وعادات المجتمعات،

وخيال الشعراء ..الخ، فهل هي نتاج تأثير روافد اللغة العربية على مخيال "لغن" الحساني، أم مجرد تشابه السجايا البشرية عموما؟

 

وحدهم المختصون من يمكنهم الإجابة، أما نحن هنا فنكتفي بالتوقف لحظة مع "صورة مسواك" ملتقطة في وضعيتين في نفس الدلالة تقريبا وإن اختلفت طريقة التعبير:

يقول أعرابي:

وما بحتُ يوماً بالذي كان بيننــــا / كما يستبــاحُ الهذريانُ المبَّيحُ

سوى أنني قد قلتُ والعيسُ ترتمي / بنا عَرَصاتٍ في الأزمَّةِ جُنَّحُ

هنيئا لمـــسواكِ الأراكِ فإنـــــــــه / بخمر ثنــايا أمِّ عمروٍ يُصَـبَّحُ

 

يذهب "لمغنّ" الحساني لاتقاط الصورة عن بعد لكن من زاوية ربما أجمل وأكثر رمزية من ما قاله الأعرابي، يقول أحمدّ بمبه ولد الامين (على ما أظن):

 

لاَجَيْتْ الْمَتَّاَنَتْ لَـهْــــلاك / گـول ألْهَ عَنِّي كنت امْعاك

مستحفي رَاهِي تفهم ذاك / وُالِّل گـالـــــت لك گـولولي

گـول الهَ تعطيني مسواك / وِلا طاتولك جيبـــــــــولي

 

گـول ألهَ هذ حَكَــــــــــللَّ / سوّلهالي عن مرســــولي

كانُ كال ارســـــولي وللَّ / يكانُ مَكـال ارســـــــولي

 

شاعر آخر يقول:

أقولُ لمسواك الحبيب لك الهنا /بلثم فمٍ ما ناله ثغرُ عاشــقِ

فقال وفي أحشائه حُرق الجوى/ مقالة صبٍّ للديار مُفـــارق

تذكَّرتُ أوطاني فقلبي كما ترى/ أُعلِّلهُ بين العُذيب وبــارق

-----------------

من صفحة الأستاذ محمد الأمين سيدي مولود على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث