العالم يتجه نحو درجات حرارة ملتهبة بحلول عام 2100
السبت, 20 يونيو 2015 23:30

«القدس العربي»: يتجه المناخ على كوكب الأرض إلى تسجيل تغييرات دراماتيكية خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث تبين من خريطة نشرتها وكالة «ناسا» الأمريكية للفضاء أن درجات الحرارة سوف تسجل ارتفاعات كبيرة في مختلف أنحاء الكرة الأرضية بحلول العام 2100.

وحسب الخريطة التي اعتمدت على قاعدة بيانات ضخمة، ومعلومات تاريخية هائلة فبحلول العام 2100 سوف تتجاوز درجات الحرارة مستويات الـ45 درجة مئوية في مناطق واسعة من الكرة الأرضية، كما أن مختلف أنحاء العالم سوف يكون حاراً بصورة أكبر بكثير مما هو عليه الآن.

والخريطة التي كشف عنها علماء وكالة «ناسا» تبين التغيرات التي يتوقع أن تطرأ على درجات الحرارة وعلى سقوط الأمطار في العالم من الآن وحتى نهاية القرن الحالي. واعتمد العلماء في بناء الخريطة والتوقعات بشأن التغير المناخي على عدد من العوامل من بينها مستويات ارتفاع ثاني أكسيد الكربون، وهو ما مكنهم في النهاية من بناء توقعات دقيقة عن التغير المناخي في كل بلد على حدة، إضافة إلى كل مدينة وقرية بشكل منفصل.

وتنبؤات «ناسا» تتعلق بما ستكون عليه درجات الحرارة في العالم خلال شهر تموز/يوليو 2100، وهو ما يعني أن الأماكن التي ستتجاوز فيها الحرارة مستويات الــ45 درجة مئوية، ستكون في هذه الحالة خلال الصيف وليس الشتاء.

وتقول «ناسا» في البيانات التي نشرتها مؤخرا وتداولتها العديد من وسائل الإعلام العالمية إنه بحلول ذلك الوقت، أي في منتصف العام 2100، سوف تكون مستويات ثاني أكسيد الكربون في الكرة الأرضية ارتفعت إلى 935 جزءا في المليون، وهو ما يعني أن نسبة الغاز في الجو ستكون عند 0.1 في المئة، وهي نسبة مرتفعة، وتؤدي إلى مشاكل صحية ومشاكل في الجو، إضافة إلى تغير حاد في المناخ.

ووصلت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو مطلع العام الحالي 2015 إلى 400 جزء في المليون.

ويقول العلماء انه بمجرد تضاعف النسبة الحالية لثاني أكسيد الكربون في الجو فان مناطق واسعة من العالم، وتحديداً الهند وجنوب أفريقيا ومساحات كبيرة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية، سوف تصبح معدلات درجات الحرارة اليومية فيها عند 45 درجة مئوية.

وبحسب وكالة «ناسا» فان مدينة القدس المحتلة في فلسطين، ونيويورك في الولايات المتحدة، ولوس أنجليس، وهي مدن رئيسية عالمية سوف تصل فيها درجات الحرارة إلى هذه المستويات أيضاً (45 درجة مئوية). أما مدينة لندن فيتوقع أن تتجاوز الحرارة فيها منتصف العشرينات، بينما تصل في باريس إلى مستويات الثلاثين درجة مئوية.

وقالت إيلين ستوفان، وهي واحدة من مجموعة العلماء القائمين على الدراسة وبناء الخريطة المناخية الجديدة، إن «وكالة ناسا تقوم بأخذ ما تعلمته عن كوكب الأرض والفضاء من أجل التنبؤ بما يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستقبلنا».

وأضافت: «بوجود قاعدة البيانات العالمية الضخمة فان الناس حول العالم لديهم الآن أداة جديدة وقيمة يمكن أن تستخدم في التخطيط للمستقبل وكيفية التعامل مع الارتفاع في درجات الحرارة».

وتؤكد «ناسا» أن الخريطة الجديدة يمكن أن تساعد العلماء والمخططين وصانعي القرار على فهم المخاطر التي تواجه العالم مستقبلاً بسبب التغيرات المناخية، كما أن من شأنها أن تساعد الدول على وضع خطط أفضل للأزمات الجوية الطارئة والمتوقعة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحر.

ويبلغ حجم قاعدة البيانات التي تم تحليلها من أجل الوصول إلى بناء الخريطة المناخية الجديدة 11 تيرابايت، أي أن البيانات التي تم تحليلها للوصول إلى هذه التنبؤات ربما تكون الأكبر في تاريخ التنبؤات الجوية على مستوى العالم، كما أنها تحتاج إلى «خوادم» خاصة وأجهزة كمبيوتر ذات قدرات فائقة لتخزينها والتعامل معها وتحليلها.

يشار إلى أن العلماء يصنفون التغيرات المناخية بأنها واحدة من بين المخاطر التي تهدد البشرية، ولذلك فان دول العالم تبدي اهتماماً متزايداً بمسألة الحد من انبعاثات الكربون والتلوث في الجو، وتحاول السيطرة على العوامل التي تؤدي إلى تغييرات في المناخ.

كما أن التغيرات المناخية المتوقع أن تطرأ على الكرة الأرضية يتوقع أن تكبد العالم خسائر مالية كبيرة، خاصة في حال صحت التوقعات بشأن حدوث عدد من الكوارث والأزمات الطبيعية.

فيديو 28 نوفمبر

البحث