رسالة مفتوحة الى رئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية / يحي ولد جدو
الأحد, 28 سبتمبر 2014 19:55

سيدي الرئيس بداية أزف إليكم أجمل وأرقى التهاني والتبريكات بمناسبة إختياركم رئيسا لحزبنا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية هذا الحزب الذي نتشاطر معكم فيه الإحساس بالمسؤولية والإنتماءونتطلع جميعاإلى أن يكون حزبا نشطا قويا ومحترما

,حزبا نابضا بالحياة حاضرا في كافة المجالات,يعبر عن إرادة جميع منتسبيه ويضع خدمة الوطن والمواطن في مقدمةأولوياته ,حزبايمتلك دوما زمام المبادرة وينطلق من رؤية ناصعة شاملة لهموم الوطن وتطلعات المواطنين والدفاع عن المكتسبات وصونها وتعزيز اللحمة الوطنية . سيدي الرئيس , إن إيماني الراسخ وقناعتي الثابتة وتجربتي المتواضعة وغيرتي على مؤسستنا الحزبية أمور تدفعني لأغتنم مناسبة إختياركم رئيسا لها لتسليط الضوء على بعض النقاط الهامة التي أرى الحديث عنهاضروريا من أجل فهم عميق لبعض الإتجاهات التي حكمت أداءحزبنا الذي يدخل رابع مأمورية رئاسية له بغية التغلب على مكامن الخلل ومواطنه والإنطلاق نحو مؤسسة حزبية قوية متماسكةوفعالة.

وإني أنطلق في سرد تلك النقاط مدركا كل الصعوبات التي أجتازها حزبناومثمنا كافة الإنتصارات والمواقف الجليلة التي حققها عبرمسيرته سيدي الرئيس , إن السعي نحو تطوير حزبنا وتحسين أدائه يمران حتمابمعرفة وضعيته الراهنة وتشخيصها تشخيصا دقيقا والتفتيش فيها عن مواطن القوة لتمتينها وعن مواطن الضعف للتغلب عليها وهنا تحديداسيادة الرئيس يجب إيلاء عناية خاصةوخاصة جدا لهياكل الحزب وإخضاعها للمعايير المطلوبة في الإختيار وإسناد الأدوار بكل صرامة وشفافية ,فقد مر حزبنا في مواسم الإنتخابات الأخيرة بمطبات أبانت الحاجة الماسة إلى إعادة تنظيم لهياكل الحزب حتى تتمتع بالمرونة والفعالية اللازمتين حيث وصل الأمر أحيانا في تلك المواسم الإنتخابية إلى الإستعاضة عن هياكل الحزب المشلولة بطرق مبتكرة وموازية وإن لم تكن من صميم آلياته الذاتية على غرارتشكيل بعثات توازي في العمل السياسي عمل الهياكل الحزبية كماحصل في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة وغير بعيد تم إختزال وظيفة الحزب في الرد على المعارضة دون أن يكون حزبنا صاحب السبق في تبني مبادرات تتجاوز ذلك الدور التقليدي وتلبي الحاجة في مجالات كثيرة تستلزم حضور الحزب فيها والتعاطي معهاوكان حزبنا عاجزا في أحيان كثير عن تسويق مايتحقق من إنجازات ولم يحقق القدر الكافي من التناغم بين مايتحقق من تلك الإنجازات وتنوير الرأي العام حولها.

سيدي الرئيس , لقد أعلن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز حربا شعواء على الفساد والمفسدين وعبر عن إدراكه التام لقدرة المفسدين على إعادة إنتاج أنفسهم في كل مرة وطالب بحمايته من التربصات التي يقومون بها في كل مناسبة سياسية وموعد إنتخابي وهناأذكركم بكلام رئيس الجمهورية: “….

أحموني من المفسدين إنهم سيدخلون علي من السقف والنافذة.”

وهنا يبقى التحري واليقظة وعرض الإختيارات على ماورد في طلب رئيس الجمهورية من أوجب الواجبات لقطع الطريق على مثل هؤلاء سيدي الرئيس , لقد كانت دعوتكم لإحلال الشباب في مكانته اللا ئقة داخل الحزب في محلها وتنسجم مع إلتزامات رئيس الجمهورية بتجديد الطبقة السياسية مما يسمح بضخ دماء جديدة في المؤسسة الحزبية والطبقة السياسية عموما ويرتقي بالعمل السياسي إلى مداه , لكن يجب أن لايكون ذلك على حساب المجربين وأصحاب الخبرة والحنكة السياسية ووفق التدرج الذي ينص عليه عمل الحزب فالمنصب السياسي يستحق ولايمنح.

سيدي الرئيس , لقد تقلدتم مسؤولية جسيمة وعبئا ثقيلا ونحن على يقين بأن طريق النجاح فيها مكللة بالصعاب ونعول على ما تتميزون به من وعي سياسي وبعد نظر من أجل إعادة ترتيب الأمور ترتيبا سليما داخل الحزب وإختيار المستشارين من المؤمنين بالحزب والأوفياء له و تحقيق الإنسجام ورص الصفوف والقيام بحملات توعوية على المفهوم والإنتماءالحزبي وتجديد هياكل الحزب إنطلاقا من خطة مدروسة تفضي إلى الإختيار الأمثل ووضع برنامج عمل سنوي يتضمن كافة المجالات : السياسية , الثقافية , الإجتماعية ….إلخ

وإنشاء خلية إتصال وتنسيق بين الحكومة والحزب لتمكينه من لعب أدواره المتشعبة كحزب فعال وقريب من المواطن وقادر على تلبية الحاجات وإيصال المطالب . سيدي الرئيس , إن حزبنا زاخر بالوطنيين والكفاءات من الذين لايمكن أن يزايد أحد على حبهم لوطنهم وتأييدهم لرئيس الدولة وخدمتهم لحزبهم , غير أن هذه الفئة من المخلصين تعمل في صمت وفي الغالب الأعم يتم حجبها لكنها حاضرة خلف كل نجاح للحزب وتستحق أن تكون في الطليعة وتستحق أيضا أن نتقفى أثرها في الحزب لنعثر عليها .

وفي الأخير سيدي الرئيس إن حزبنا يجمع بين أسباب النجاح وعوامل الفشل , فإما أن يكون أو لايكون. وفقكم الله سيدي الرئيس وألهمكم السداد والرشاد

 

 عضو المكتب الدائم لفدرالية حزب الإتحاد من أجل الجمهورية -أنواذيبولمكتب الدائم لفدرالية حزب الإتحاد من أجل الجمهورية 

 

فيديو 28 نوفمبر

البحث