حين يكتب مرب فاضل أعرف منه الورع والاستقامة أن "بيان وزير الصحة أقرب إلى المنطق" فذلك أمر مستفز وغريب..

لكن منسوب الاستفزاز يرتفع أكثر حين يلقي المربي العنان للغته فيتهم الناس جزافا بالتزييف دون أدنى مستوى من التحفظ مع أنه يعرف حق المعرفة أن من بين هؤلاء من لا تجرفه العاطفة ولا يطلق الكلام على عواهنه..

لا يا عزيزي المربي الفاضل محمد يسلم غالي.. ليس في كلام وزيرك للصحة ذرة منطق ولا صدق ولا احترام لمشاعر أناس فقدوا أحبتهم بسبب تقصيره وعدم اهتمامه بعمله..

حين كان وزيرك هذا أيها المربي الفاضل يجوب البلاد طولا وعرضا ليشرح "نتائج التشاور" كانت الحمى تجتاح مدن وأرياف البلد.. وكان المرضى يئنون مفترشين أرضيات المصحات والمستشفات دون أبسط رعاية ولا عناية..وكان الضحايا يتساقطون في مسقط رأسك أنت مدينة كيفة.. وكانت المستشفيات تعج بالمرضى من غير رعاية..

سكت وزيرك للصحة دهرا ونطق عهرا.. قال وهو يتحدث في الخامس من أكتوبر إن حالة وفاة سجلت في مقطع لحجار منتصف سبتمبر، وهو غير صادق حتى رغم تأخر حديثه النشاز الذي لم يرق إلا لك.. فأنا أعرف شابا توفي في نفس المقاطعة في الخامس والعشرين من سبتمبر وليس قادما من توروكيلين بل من محظرة جده أحمد فال ولد إبراهيم ولد امين قرب آكرج..

الشاب هذا أيها المربي الفاضل لم يمت قبل علم الأطباء بمرضه، فقد نزف أياما في مكطع لحجار دون رعاية ثم نقل إلى نواكشوط وهناك تضاعف مستوى الإهمال، فرغم وضوح حالته واستمرار تقيئه للدم أجريت له عملية جراحية بحجة أن عنده التهابا في الزائدة الدودية، وأرغم ذووه على توفير الدم له فاستنجدوا بأقاربهم ومعارفهم للحصول عليه لكن الإهمال والتقصير وسوء التقدير كانت سبب وفاته.

ورغم كل ذلك تقول إن كلام ولد جلفون أقرب إلى المنطق؟؟؟؟!!!

ربما هو المنطق الأعرج في ‫#‏بلد_ينزف

من صفحة الأستاذ حمين ابي