شاي ومشوي وقمر..!
الثلاثاء, 09 سبتمبر 2014 18:35

28 نوفمبر- فيسبوكيات

يعاني البلد جفافا إخباريا حادا.. حالة صمت وخمول ويأس تجتاح الأغلبية من العامة والنخبة.. نقص مريع في السيولة وارتفاع فلكي للأسعار.. و"خريف" من الحر والباعوض.. لأول مرة يتناقص منسوب الأحلام إلى هذا المستوى..

 لا قصيدة ولا أغنية جديدة، ولا مشروع يثير الأمل.. ماتت آمال القبائل والسنابل.. جو مريب من الصمت المخيم.. من شيء ما لا يتبلور، إنما يتزأبق كظل أشباح..

الموالاة لا تقدم، والمعارضة تتأخر.. وكأن شفتي الجرح أصبحتا خطين متوازيين..

مل الجميع مديحيات الموالين...، وهجائيات المناوئين،

أخيرا، أصيب الكل بالخرس، فهل من قط يجرؤ على أكل ألسنتهم..؟!

إنه موسم العقم السياسي، والجفاف الروحي..

لولا أهداب أدام الله ظلها، لقلت إن كل شيء محنط بالقنوط في بلاد الرمال الزاحفة والتلال المقعدة.

حين تختلط عقول الرجال بجيوبهم، وأمعاء النساء بنهودهن، وتصبح القمامة حضانة للأطفال..

لا تكن من الفرسان الذين يمتطون أحصنة النميمة والشتيمة،

لا تكن من السياسيين الذين يبحثون عن عشيقة تصوت لهم في الانتخابات،

لا تكن من الشعراء الذين يصنعون ساعات لأزمنة الجرح.

فأنت لا تبحث عن نجمة تضعها على كتفك، بل تلك التي تملأ حدقة عينك بالضوء.. لا تبحث عن نسيم واهم، بل عاصفة تنسف عن الدرب، لا تبحث عن كرسي تسرق من خلاله قوت الشعب، ولا عن مرآة تزرع فيها مساحيق الشيطان.

في البلاد التي تعرفها ثمة دائما بلابل، وحسناوات، ثمة دائما موعد، عن سبق إصرار وترصد، مع زمن آخر... مفرداته: شاي ومشوي وشعر وقمر..!

---------------------

من صفحة الأستاذ المختار السالم على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث