عندما تتصفح ما يدونه بعض الاصدقاء الافتراضيين على صفحات التواصل الاجتماعى , من خواطر و مشاهدات وتجارب ذاتية , ستتصور انك فى بلد غير بلدك موريتانيا , فبعضهم مثلا يكتب :’’ لم اتمكن من اخذ قهوتى هذا الصباح ’’

ويرفق التدوينة الغريبة بصورة فنجان قهوة , مكعب سكر , ملعقة صغيرة , un croissant , un pain chocolat , الى باقى القائمة التى يتالف منها un petit déj complet , اليس من الاجدى والانفع لنا جميعا ان يصف لنا ادواخ اتاى مثلا ؟

,واخر يكتب : ’’ جلست بزاوية من المقهى , خلعت معطفى و بدات اقرا الجريدة الصباحية ’’, وقد تخيل انه المرحوم نزار قبانى , بينما الواقع يقول ان الاقرب هذه الايام هو اتمانبيلى الهاتف الجوال , فى الباص او سيارة الاجرة او فى الشارع حتى .

لكن الاطرف حقا ان فتاة موريتانية قادمة من من ريف احدى المدن الداخلية قبل اشهر تكتب : ’’ ابتسم لى من قريب , ثم اهدانى وردة حمراء ’’ .

اتمنى ان يؤدى الصحفى والرسام والمسرحى و الفيسبوكى , دوره فى تصوير الواقع والتعبير عنه , لان ما اراه هو اننا نتعمد -من حيث نشعر او لا ننشعر - احداث قطيعة مع ماضينا الثقافى , فى حين اننا , وفى تناقض غريب , لا نؤمن اصلا بالاندماج فى حياة الاخر ولا نتقبل من ثقافته سوى ما يعرينا امام انفسنا وامام العالم...!!

--------------------

من صفحة الأستاذ احمد حمادي على الفيس بوك