إطلالة سريعة على المشهد التونسي...
الثلاثاء, 28 أكتوبر 2014 13:40

المشهد التونسي، بجماله وغنجه، يقدم لنا هذه الأيام دعوة مفتوحة لزيارته واحتضانه طويلا، لعلنا نشعر بالدفء، ونحن القادمون من زمن عربي بارد حتى الصقيع، 

المشهد التونسي، بصراحة ووقاحة، هو الاستثناء الذي كنا بحاجة إليه نحن العرب بعاربينا ومستعربينا، استثناء يقول لنا ببساطة إن تجارة "صناديق الاقتراع"، قد يكون لها مستقبل في أوطاننا التائهة، التي لم تعرف سوى التهريب والتزوير والعهر السياسي وتجارة الأسلحة والمخدرات والحبوب المهلوسة،

المشهد التونسي، هو مفاجأة فجرها شيخان، أحدهما غنوشي حتى العظم عاد من بلاد الغرب بعد هروب الزعيم، والآخر باجي سبسي تقول سيرة حياته إنه كان من حاشية السلطان، وكأن هذين الشيخين أرادا أن يصرخا بقوة في وجهنا، نحن الغارقون في وحل تجديد الطبقة السياسية، قائلين: "إن العجائز قد تصنع المعجزات، وأنه في السياسة، لا توجد دور للعجائز كما قد يتوهم البعض".

 

المشهد التونسي، هو حلم جميل في زمن الكوابيس المروعة، هو موسيقى هادئة ناعمة في زمن الصراخ والعويل، هو مصالحة قومية ووطنية جريئة مع أشعار أبو القاسم الشابي... فوحدها الشعوب التي تريد الحياة هي القادرة على أن تصنع تلك الحياة.

المشهد التونسي، باختصار شديد جدا، هو لقطة سينمائية رائعة في زمن الفن الرديء، علمتنا كيف أن أيادينا إنما خلقت لكي نتصافح ونتصالح، لا لكي نتصارع ونتناطح.

----------------

من صفحة الأستاذ البشير عبد الرزاق على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث