ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ لفظ "ﺍﻟﺰﻭج" ﻭ لفظ "ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ" ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
الثلاثاء, 28 يوليو 2015 10:03

ﻋﻨﺪ تدبر قراءة الآيات التي ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻔﻈان يتبين ﺃﻥ ﻟﻔﻆ "ﺯﻭﺝ " ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻹﻧﺴﺠﺎﻡ ﺗﺎﻣّين بينها وبين زوجها ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺩﻳﻨﻲ ﺃﻭ عقدي ،ﻓﺈﻥ لم يكن كذلك ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ: لفظ "ﺍﻣﺮﺃﺓ".

ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺯﻭﺟﺎً ﻵﺩﻡ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻭَﻗُﻠْﻨَﺎ ﻳَﺎ ﺁﺩَﻡُ ﺍﺳْﻜُﻦْ ﺃَﻧﺖَ ﻭَﺯَﻭْﺟُﻚَ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ". و ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ كذلك ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺃﺯﻭﺍﺟﺎً " ﻟﻪ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : "ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺃَﻭْﻟَﻰ ﺑِﺎﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻣِﻦْ ﺃَﻧﻔُﺴِﻬِﻢْ ﻭَﺃَﺯْﻭَﺍﺟُﻪُ ﺃُﻣَّﻬَﺎﺗُﻬُﻢْ "

ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﺍﻹﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ يأتي بلفظ " ﺍﻣﺮﺃﺓ " بدلا من لفظ "ﺯﻭج " كما جاء في ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻟِّﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺍِﻣْﺮَﺃَﺓَ ﻧُﻮﺡٍ ﻭَﺍِﻣْﺮَﺃَﺓَ ﻟُﻮﻁٍ ﻛَﺎﻧَﺘَﺎ ﺗَﺤْﺖَ ﻋَﺒْﺪَﻳْﻦِ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻧَﺎ ﺻَﺎﻟِﺤَﻴْﻦِ ﻓَﺨَﺎﻧَﺘَﺎﻫُﻤَﺎ "

ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻓﺮﺗﺎﻥ ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﺒﻲ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻔﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍﻹﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻴﺴﺖ " ﺯﻭﺟﺎً "ﻟﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ " ﺍﻣﺮﺃﺓ "ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ أيضا جاء في ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ : "وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ" ﻷﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ تمام ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ، ﻓﻬﻲ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﺍﻹﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻬﻲ "ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ "ﻭﻟﻴﺴﺖ "ﺯﻭﺟﻪ"

ﻭﻣﻦ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ " ﺯﻭﺝ " ﻭ " ﺍﻣﺮﺃﺓ "ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﺯﻛﺮﻳﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﻭﻟﺪﺍً ﻳﺮﺛﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻋﺎﻗﺮا ﻻ تنجب فأﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ " ﺍﻣﺮﺃﺓ " ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺯﻛﺮﻳﺎ : "ﻭَﻛَﺎﻧَﺖِ ﺍﻣْﺮَﺃَﺗِﻲ ﻋَﺎﻗِﺮًﺍ ﻓَﻬَﺐْ ﻟِﻲ ﻣِﻦ ﻟَّﺪُﻧﻚَ ﻭَﻟِﻴًّﺎ... ".

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﺃﻃﻠﻖ القرآن لفظ " زوج " بدلا من "إمرأة" ﻷﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺗﺤﻘّﻘﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺗﻢّ ﺻﻮﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻭَﺯَﻛَﺮِﻳَّﺎ ﺇِﺫْ ﻧَﺎﺩَﻯ ﺭَﺑَّﻪُ ﺭَﺏِّ ﻟَﺎ ﺗَﺬَﺭْﻧِﻲ ﻓَﺮْﺩًﺍ ﻭَﺃَﻧﺖَ ﺧَﻴْﺮُ ﺍﻟْﻮَﺍﺭِﺛِﻴﻦَ * ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺒْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻭَﻭَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻳَﺤْﻴَﻰ ﻭَﺃَﺻْﻠَﺤْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﺯَﻭْﺟَﻪُ "

------------------

من صفحة الأستاذ يعقوب ولد لمرابط على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث