عمرو موسي.. مهام مكثفة لدبلوماسي مصري يتحرك داخليا وخارجيا بلا منصب رسمي
السبت, 21 يونيو 2014 18:30

20927429401403314475-1385828637 الأناضول - في فبراير/ شباط الماضي، وقت أن تصاعدت التكهنات حول قرار غير محسوم لوزير الدفاع السابق ورئيس مصر الحالي عبد الفتاح السيسي بخوض الانتخابات الرئاسية.. شخصية مصرية وحيدة استطاعت

 بوضعها السياسي والدبلوماسي أن تقابله في مقر وزارة الدفاع (شرقي القاهرة)، لتخرج وتعلن للعالم أجمع أن السيسي سيترشح في الانتخابات.

 

إنه عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية (2001-2011)، ووزير الخارجية المصري الأسبق (1991-2001)، ومندوب مصر في الأمم المتحدة الأسبق (1990-1991)، الذي لم يقتصر عمله السياسي خارجيا فقط، بل كان مرشحا رئاسيا خلال الانتخابات التي جرت عام 2012، وحصل وقتها علي المركز الخامس بحوالي 2.3 مليون صوت.

 

كما كان أحد قيادات جبهة الإنقاذ الوطني التي دعت للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.

 

وعقب الإطاحة بمرسي، في 3 يوليو/ تموز 2013، لمع نجم موسى داخليا، عندما ترأس لجنة الخمسين التي قامت بتعديل دستور 2012 المعطل، والذي تم استفتاء الشعب عليه في يناير/ كانون الثاني 2014، وحصل على ثقته بنسبة 98.1%، وبمشاركة قرابة 20 مليونا بنسبة 55% ممن لهم حق التصويت.

 

وفي تصريحات متلفزة، ظهر موسى مطلعا على برنامج السيسي الانتخابي وقال: “إعادة بناء مصر يعد من أهم أولويات رؤية المشير السيسي كرئيس للجمهورية”، مضيفا: “المشير السيسي قادر على تنفيذ رؤيته فى إعادة بناء مصر”.

 

نفى موسى كثيرا إدارته لحملة السيسي الانتخابية، إلا أن مراقبين قالوا إنه المستشار الأبرز للسيسي، خاصة أن الفريق الإعلامي لحملة السيسي هو ذاته الذي أدار حملة موسى الرئاسية فى 2012، وفي ظل حديث موسى أن “مجموعة من الأشخاص ذوي خبرة يدلون بآرائهم للسيسي فى عدد من القضايا”، دون أي يوضح كونه أحدهم أم لا.

 

ورغم عدم تمتعه بأي منصب رسمي في الدولة، واصل موسى نشاطات سياسية تمثلت في استقبال مسؤولين دوليين، وزيارات لدول العالم. وفي 6 مايو/آيار الماضي، وخلال الحملة الانتخابية للسيسي، التقي موسي في واشنطن مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي سوزان رايس؛ لبحث العلاقات المصرية الأمريكية، دون أن يحدد صفته الرسمية في هذه الزيارة وهذا اللقاء. وأوضح موسى حينها، أن “جميع اللقاءات تتركز على العلاقات المصرية الأمريكية من موقعه كمواطن وسياسي له انطباعاته وآراؤه وليس كممثل للحكومة”، حسب وصفه.

وفى 25 من الشهر ذاته، وعقب الانتخابات الرئاسية الجزائرية، زار موسى الجزائر والتقى رئيسها عبد العزيز بوتفليقة، وهنأه بمنصبه، كما التقى عددا من المسؤولين الجزائريين، ليكون بعدها بوتفليقة أول مهنئي السيسي بالفوز بمنصب الرئاسة. وعقب فوز السيسي في مطلع يونيو/ حزيران الجاري، ظهر موسى ليشكل تحالفا سياسيا انتخابيا، حمل اسم “الأمة المصرية”، وصفه المراقبون بأنه داعم للرئيس السيسي، قبل الانتخابات البرلمانية (التي لم يتحدد موعد لها بعد لكنها مقرره خلال العام الجاري).

 

وبعدها ظهر موسى في لقاء تشاوري مع رموز سياسية وحزبية بشأن هذا التحالف، الذي ما لبث أن تفكك بعد أن انسحب منه كل من اللواء مراد موافى مدير المخابرات الأسبق، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد (اليبرالي)، إلا أن موسى أصر على استمراره، معلنا تشكيل لجنة لوضع معايير اختيار المرشحين علي قوائم التحالف. ومع قيادة موسى لهذا التحالف، زادت التكهنات مجددا حول نيته خوض الانتخابات من أجل رئاسة مجلس النواب (البرلمان) المقبل، إلا أن موسى خرج في بيان له، وقال إنه “لم يقرر بعد خوض الانتخابات البرلمانية، لكن المناخ السياسي المصري يعتبر أن أي مبادرة تتخذ يكون خلفها مصالح شخصية لا مصالح الوطن”، على حد تعبيره.

 

انشغال موسى بتحالفه لم ينسه لقاءاته الخارجية، خاصة عقب تنصيب السيسي رئيسا، حيث التقى في 9 يونيو/ حزيران الجاري، حسين أمير عبد اللهين نائب وزير الخارجية الإيراني، ليلتقي بعده بيوم واحد، المغربي عبد الواحد الراضي، رئيس اتحاد البرلمان الدولي.

 

وفي 11 يونيو/ حزيران الجاري، استقبل موسى بمكتبه في القاهرة، دي?يد ثورن، مستشار وزير الخارجية الأمريكي، والوفد المرافق له، بمكتبه، لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام الثنائي والإقليمي والدولي، حسب بيان صادر عن مكتب موسى. كما التقي الأحد الماضي، وفدا بريطانيا مكونا من 16 نائبا بمجلسي اللوردات (الغرفة الثانية للبرلمان) والعموم (الغرفة الأولى للبرلمان)، برئاسة روبرت وولتر، بعد ساعات من مقابلة الوفد البريطاني للسيسي.

 

وكانت آخر لقاءات موسى، في فرنسا، عندما التقى، أول أمس الخميس، ايليزاببت جيجو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية (الغرفة الثانية للبرلمان الفرنسي)، قبل أن يلتقي أمس الجمعة لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي. كما التقى موسى في ذات اليوم، جون لويس كارير، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي. كذلك، شارك موسى، أمس، في المنتدى الدولي للسلام، وانسحب اعتراضا علي ما وصفه “تسييس الجلسة” من جانب مشاركين إسرائيليين. الحديث عن دور موسى لم يتوقف عند دوره في الشأن المصري داخليا وخارجيا، بل تعدى لأكثر من ذلك، عندما أعلن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في الأول من يونيو/ حزيران الجاري، أن موسى أحد المرشحين لتولي مهمة المبعوث العربي والأممي لسوريا خلفا للأخضر الإبراهيمي الذي تقدم باستقالته، الشهر الماضي. وعلق موسى حينها أن “الأمر لا يزال في حدود الأنباء والأخبار المتداولة، وأنه سيدرسه أولا”.

طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، قال إن “موسى سيكون له دور في المرحلة المقبلة، وسيدير الكثير من الملفات ربما بتكليفات مباشرة من السيسي، أو بدونها”. ولم يستبعد فهمي في حديثه لوكالة الأناضول، أن “يتولى موسي منصب مستشار للسيسي أو ممثل عنه في بعض الملفات المهمة خلال الفترة المقبلة”. لكن أحمد كامل، المتحدث الإعلامي باسم مكتب عمرو موسى، قال للأناضول إن “الحديث عن تولي موسى مناصب بعينها في هذا التوقيت غريب ومكرر، خاصة أن موسى اسمه بمثابة منصب فى حد ذاته”.

ونفى كامل أن “يكون هناك توجه لدى موسى، لتولي رئاسة البرلمان القادم؛ لأنه منصب يأتي بالترشح وانتخاب الأعضاء له، وهو ما لم يحدث بعد”. وحسم كامل موقف موسى من خلافة الإبراهيمي كمبعوث عربي وأممي لسوريا، وقال إنه “غير ميّال لهذا المنصب؛ لأنه يفضل التركيز في الشأن الداخلي”.

وحول دور موسى خلال لقاءاته المتتالية بمسؤولين دوليين، قال كامل: “هناك دائما من يزايد على موسى الذي يجري لقاءات بوصفه مخضرم سياسيا، وتولي سابقا مناصب تدفع بدعوته لمؤتمرات ولقاءات هامة لقادة الساسة في العالم”. ولفت إلى أنه “لا يعرف ما إذا كان مسألة تعيين موسى مستشارا للسيسي طرحت على الأول أو لا”، مضيفا بلهجة حاسمة: “لست على دراية بالأمر، والعلاقة بين موسى والسيسي بها من الخصوصية التي لا تسمح لي بمعرفة كل ما يدور بين الطرفين”.

فيديو 28 نوفمبر

البحث