طرافة الإعلام والقنوات
الاثنين, 20 يوليو 2015 19:17

لنفترض أن باصا كبيرا لتوزيع المواد الغذائية والملابس والأدوات المنزلية على الفقراء زار حيا من الأحياء الفقيرة في إحدى مدن العالم لتأدية واجبه وتوقف أمام صاحب حانوت، هذا الأخير رأى إحدى عجلات الباص داست قِـطّا صغيرا فطحنته (عن غير قصد طبعا).

بعد ذلك صار صاحب الحانوت كلما رأى إنسانا غريبا عن الحي أو غائبا عن الأحداث ناداه وقال له: "هذا الباص متوحش ولا عمل له سوى الدوس على الحيوانات الصغيرة وقتلها"، وإذا مر عليه إنسان آخر ناداه وقال: "كانت تمر من هنا قطة صغيرة وجميلة تبتغي رزقها فداس عليها هذا الباص المتوحش من غير رحمة".

طبعا الذين تلقوا هذه المعلومة من صاحب الحانوت تأثروا دون أن يعرفوا أن الباص زار الحي أساسا لتأدية العمل الإنساني وليس كما يقول صاحب الحانوت الذي شيد أقواله على حادثة وقعت بالفعل.

موجبه أن بعض الإخوة يسألني عن القناة التي أتابعها، فأقول لهم إن أحدنا إذا أراد معرفة الحقيقة كاملة عليه متابعة أكثر من قناة (الجزيرة، المنار، الميادين، بي بي سي...)، هذه القنوات لا تكذب، لكنها -رغم تميزها- قد لا تقول الحقيقة كاملة، أو على الأصح قد لا تقول إلا الحقيقة التي تريد أن تقولها.

من أراد معرفة أخبار "باص" معين في "حي" معين، عليه أن يسأل أهل الباص وسائقه، ويسأل أهل الحي جميعا، ويسأل صاحب الحانوت أيضا.

من استمع فقط لصاحب الحانوت، سيجد نفسه يكتب مقالا يطالب فيه الحكومة بنزع عجلات الباصات وتركها تسير في الشوارع دون عجلات. عشتم طويلا.

---------------

من  صفحة الأستاذ محمد لغظف ولد احمد على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث