28 نوفمبر يعيد نشر سجال جريء دار بين كاتبين كبريين حول "الصحابة"
الثلاثاء, 21 يوليو 2015 21:42

أخبار- 28 نوفمبر

أثارت حلقة تلفزيونية بثتها قناة الوطنية جدلا واسعا بين النخبة الثقافية في البلد، فقد استضافت إحدى حلقات برنامج حوار انواكشوط الذي يديره الزميل عبيد ولد اميجن الباحث والكاتب الصحفى سيدي محمد ولد جعفر حول تجديد الخطاب الدينى،

 وهي الحلقة التى أثارت جدلا واسعا ودفعت بالكاتب والشاعر المعروف احمد أبي المعالى إلى الكتابة عنها، 28 نوفمبر يعيد نشر الموضوعيين الهاميين  من أجل مزيد من الإضاءة حول الموضوع..

 

المقال الأول تحت عنوان: 

 قنواتنا الوطنية ..والتهجم على الصحابة- بقلم: أحمد أبو المعالي

للأسف على إحدى القنوات الوطنية ظهر الدكتور سيدي محمد ولد جعفر يقول إن بعض من صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسدوا وأفسدوا، وبالتالي لا يستحقون الترضي الذي هو سلوك بروتوكولي فقط - حسب تعبيره.

وزاد الطين بلة بالقول إن هناك مجموعة من هؤلاء تولت الأنظمة وحابتها على حساب الحق والعدل وفي طليعتهم أبو هريرة رضي الله عنه ولم يترض عليه لعله يصنفه في خانة "الظلمة" مثل هذا النوع من التفكير الذي يضرب عرض الحائط بالآيات القرآنية الصحيحة التي تترضى عنهم وتصفهم بالمؤمنين حتى وهي تنزل توبيخا وزجرا وتعنيفا كما في مفتتح سورة الممتحنة والأحاديث الدالة على النهي على التعرض للصحابة بدلالة التحذير الله الله في أصحابي..

وفي مشاهد رمى بعضهم بعضا بالنفاق فكان دفاع الوحي جاهزا..

وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ..وغير ذلك - مثل هذا النوع من التصريحات يجب أن لا يستمرأ وأن لا يترك صاحبه يمرح ويسرح عبر وسائل إعلام دولة سنية تتخذ من الصحابة موقف السلف الصالح وفي مقدمة ذلك موقف الإمام مالك رضي الله عنه المعروف ..هذا الموقف هو عين ما يقوله الشيعة عن الصحابة حيث يعتبرون بعضهم منافقين ومجرمين كان همهم الدنيا وفي سبيل ذلك زيفوا الأحاديث ونافقوا إلى آخر ما تجود به كتبهم وألسنتهم من التنقيص من من رضي الله عنهم ورضوا عنه..

وهذا الترضي -نعمة من الله -ليس مرتبطا بأن يترضى عليهم أو يرضى عنهم هذا الشخص أو ذاك هذه الجماعة أو تلك...فقد ورد بصيغة الماضي..

و حتى الدعاء بالصيغة نفسها. وكما هو معلوم فإن هذه النعمة التي خصهم الله بها قد أكسبتهم فضلا وجدوا ثماره في بعض الأفعال والأقوال التي لو كانت من غيرهم لعدت خيانة عظمى ونفاقا.. لكن الله تفضل عليهم..

والقصص معروفة ومشهودة لذلك ليس من الوارد أن يأتي أحدهم اليوم ليعطي شهادة حسن سيرة وسلوك لهذا الصحابي الجليل وينزعها عن ذلك الصحابي الجليل كما يوزعها على طلابه بهذه الحجة أو تلك. ثم إن هذا الهجوم ليس جديدا وليس من تجديد الخطاب الديني..

فمنذ نشأة الفرق والمذاهب وهذا التصور موجود بدرجات متفاوتة ولم يقدم للأمة سوى الانقسام والتشرذم والطعن في أهم حلقات سلسلة نقل التشريع ..نعم لقراءة التاريخ قراءة سليمة ..نعم لتنقيح وتجديد الخطاب الديني ..ولكن ينبغي أن يظل ذلك في إطار حدود المسموح به شرعا...

وكما يلعن هو البعض يلعن آخرون البعض الآخر..

و بالنتيجة فإن المصادر الأولى لهذا التشريع مشكوك فيها مطعون في نقلها مما يعني منطقيا إلغاء جزء مهم من التشريع وهو السنة التي نقولها .. لابد من ميثاق شرف أخلاقي حتى لا تصبح قنواتنا المحيلة شاشات لعرض الأفكار الشاذة والغريبة والمناقضة لعقيدة ومواقف أبناء هذه الأرض من القضايا الإسلامية الكبرى يا أهل موريتانيا... الله الله في سنيتكم..

وفي معتقداتكم.

وقد أعذر من أنذر

 

 

المقال الثانى تحت عنوان: 

 

توضيحات لأديبنا المهجري أحمد أبا المعالي/ سيدي محمد ولد جعفر

 

شرف عظيم لي تلك  الفرصة التي منحتني إياها قناة الوطنية الجادة والمحترمة، و التي لفتت انتباه شاعرنا الكبير أحمد أبي المعالي ودفعت خياله الواسع ليحبر طرفا تخص العبد الفقير إلى بارئه،  أديبنا الجليل في مقالكم الذي نشر موقع السراج المحترم أخذتم علي أموراَ من أبرزها أني قلت  " إن بعض من صحبوا رسول الله صلى الله عليه  فسدوا وأفسدوا " هذه الجملة لم ترد على لساني لكن ما دمت ذكرتها قل لي هل حرق محمد بن أبي بكر الصديق  رضي الله عنهما في جثة حمار من الفساد أو الإصلاح؟ وهل دفن المرضي عنه عبد الرحمن بن حسان الرضواني  حيا من الإصلاح أو الفساد، وهل ختم خطب الجمعة بلعن علي من الإصلاح أو الإفساد، هذا النزر اليسير موثق  في كتب أعلام السنة محدثين ومؤرخين التي لا شك أنك مطلع عليها،فقد قيل بالمناسبات شعر مؤثر، ثم عدم الترضى،  وهنا أسألك هل الترضي على الصحابة أمر تعبدي يؤزر تاركه؟ وأشرت إلى ما ظننت أنه لك وهو عليك آية سورة الممتحنة  لأنها تمدح المهاجرين والأنصار فقط وتأمرنا بالاستغفار لهم ، [ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم].

هل ينطبق هذا الوصف الأخير على الذين قتلوا المهاجرين والأنصار وحرقوهمومنعوهم عطاياهم ووضعوا الأغلال في أعناقهم ، وأذكرك بما روى الإمام مسلم عن أمنا أم سلمة قالت: أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد فلعنوهم، وحديث إنه شهد بداراً ليس في الكل إنه في حاطب بن أبي بلتعة المهاجري ومن ثقافة السلطة أن كل مدح في السابقين تعممه كي تدخل رموزها، وكل ذم في معينين منهم يصرفونه عنهم  بالقول ناس سيأتون، أو نزلت في رجل من المنافقين دون ذكر اسمه، وأضيف لك حديثا آخر غالبا ما يستشهد به معممو فضل الصحابة أتركوا لي أصحابي  لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ما بلغ نصيف مد أحدهم ، إنه في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لما تطاول عليه خالد بن الوليد ، لم يعترض بن الوليد ويقول ألسنا أصحابك يا رسول الله لأنه يعلم أن أصحاب الصحبة الشرعية الممدوحون والمزكون في الغالب يبدأون من العهد المكي وينتهون بالحديبية، وذلك بحث طويل،ثم طالبت بتكميم الأفواه وهو أسلوب قديم كان أصحابه يستجيشون العامة، أو الحاكم على القتل أو ينفرون من سماع حجج المخالف،إنه عهد ولى يا سيدي الفاضل.

  ثم أشفعت بأن هذا مما يقوله الشيعة الذين يتهمون الصحابة بالنفاق،  سيدي النفاق ليس مخترعا شيعيا ففي القرءان سورة تسمى سورة المنافقين وآخر سورتين نزلتا "التوبة والمائدة" أخذ المنافقون الجزء الأكبر منهما، وهما تتحدثان عن الصحابة بالمفهوم الواسع الذي اخترعه بعض المحدثين ،هل نترضى مثلا على الجماعة  التي حاولت اغتيال سيدنا رسول الله في عقبة تبوك وأشار إليها القرءان بالقول [ وهموا بما لم ينالوا] وكانوا اثني عشر رجلا كلهم من قريش وحلفائهم، وهم السر الذي يعرفه حذيفة  بن اليمان والذي صرح به  بعد ذلك، وهم الذين طُردوا من المسجد بأمر من النبي تطبيقا للآية الكريمة[ يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ] ، وجاء عنهم في صحيحي البخار ومسلم  في  أصحابي اثنا عشر منافقا ثمانية منهم لا يدخلون الجنة، وقد دعا عليهم المبعوث رحمة للعالمين بمرض الديبيلة الذي قتل الجميع، وتلك قصة أخرى لا أخالك تجهلها.هل هؤلاء منتج شيعي.

أعرف مدى الشحن الطائفي  والتخندق المذهبي الذي نعيشه في ظل عواصف الأمل، ورابعة، وسيول الفرات ، وفتوح القسطنطنية، وما لكل ذلك من تأثيرات على عواطف الشعراء المرهفة ، غير أن للشيعة قنواتهم وكتابهم، و سربالا نوويا  يقيهم مؤن الكر والفر ولعلهم آخر ما يدور في خلدي وأنا أكتب أو أتكلم والسبب أني أجهل معارفهم وهو قصور مني،كما لم أتفاجأ منك  بتصنيفي  غير المستند إلى دليل ، والتهمة الجاهزة عادة  في الكثير من أهل هذا البلد.

كنت أظنك ستستحضر المعتزلة الذين ترحمت على أسلافهم ، غيلان الدمشقي، والجعد بن دهم ،وتتذكر الصوفية الذين ترحمت على شهيدهم سعيد بن جبير، لكن القفز نحو التشيع مفهوم عندي فقديما كانت السلفية تشيطن من يخالفها بتهمة الاعتزال أو الرفض وهي تهم لا قيمة علمية لها في عصرنا حيث تجاوز الكثيرون تلك العقليات، إنه موضوع  يستغل عادة من طرف الفرق المتخاصمة التي لا أنتمي لأي منها في التحريض والتنفير حتى لا أقول في التكفير، سبق لي في العام 2003 أن وصفني بعض من ينصبون أنفسهم سدنة للتراث الفقهي في جملة واحدة بأني ليبرالي، شيوعي قومي، وذلك في رد له علي في جريدة القلم، أنا يا سيدي الفاضل أذم من ذمه القرءان وأمدح من مدحه فقط وأكره الاستبداد السياسي والثقافي والعقدي.

أربأ بشاعر كبير أن يدعو إلى تكميم الأفواه، وأن يستعطف العوام بالقول "سنتكم ومعتقدكم"، والحمد لله أنك لم تقل سنة نبينا عليه الصلاة والسلام، لأنك تتحدث عن سنة المذاهب بامتياز.

وفي الختام أشكر لك نجدتك المذهبية في لحظة تحتاج الأمة التخلص من تراث مستبدٍ وفكر إقصاء ما زلنا نعيش تفاصيله.

 

 

فيديو 28 نوفمبر

البحث