وانتصر خيار السلام على صوت المدافع،  حقائق، وكواليس | 28 نوفمبر

وانتصر خيار السلام على صوت المدافع،  حقائق، وكواليس

سبت, 21/01/2017 - 12:05

كشفت الأزمة الغامبية عن حنكة وخبرة دبلوماسية كبيرة يتمتع بها قائد الأمة الموريتانية "محمد ولد عبد العزيز " في 48 ساعة الأخيرة والتي قررت موريتانيا بدقة تحركها فيها بعدما باءت كل الجهود بالفشل لتجنيب المنطقة بؤرة حرب جديد هي طبعا في غنى عنها، لقد كان القائد صبورا مواظبا متحملا المسؤولية بكل مافي الكلمة من معنى، رغم معارضة جهة كبرى للمبادرة الموريتانية ومحاولة إحباطها عبر ذيولها في المنطقة، 
في الساعات الأولى من التحرك الموريتاني الذي قوبل بفتور كبير من السنغال التي ألقت بنفسها في أتون الصراع لصالح معسكر الحرب الذي يقرع طبولها ويلوح بها ويحشد لها، كان التدخل الموريتاني بالنسبة لهم مجرد لعبة الساعات الأخيرة لكن القائد عزيز أكثر حنكة مما تصوره صغار التفكير فهو قد جعل لكل حادثة احتياطا، 
بعد وصوله غامبيا ولقاء الصديق "يحيى جامى" وعرضه المبادرة عليه وموافقته على كل بنودها، طارت طائرة الرئيس إلى دكار في وقت متأخر من ليل الجمعة وهناك التقى بالرئيس السنغالي في قاعة الشرف بالمطار تدارسا الوضع وعرض عزيز مبادرته للحل وانضم للّقاء الرئيس المنتخب "آدم بارو" أخذ عزيز ألتزاما من الإثنين، من الأول أن لاتتحرك قوات بلاده المتحمسة للحرب إلى الأراضي الغامبية، ومن الأخير أن لا يقبل التنصيب إلا على أرض بلاده كان هذين مطلبين "ليحيى جامي" حمله إياهما،. 
واصل الرئيس رحلته للوطن بنية العودة للمنطقة بعد إجراء بعض الاتصالات التي ستضمن الإتفاق كالإتحاد الإفريقي، والإكواس، والإتحاد الأروبي، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين، تم استدعاء سفراء كل تلك البلدان للتشاور وعرض المبادرة الموريتانية للحل السلمي في غامبيا، كانت محل إعجاب الجميع حتى تلك الدولة التي تعمل لإفشالها أعربت عن استحسانها المبادرة ودعمها لها، إلا أن اتصالا آخر فوق "صال" وبارو" حصل بالتحرك لإفشال الجهود الموريتانية كي لاتنال موريتانيا شرف الحل في غامبيا فحرك المأمور "ماكي صال" قوات بلاده للحدود ونكث العهد، وأمر بتنصيب حليفه من داخل السفارة الغامبية، في دكار، وأُعطِيَ للإعلام السنغالي دور التشويش من الترويج للدخول النجيري، السنغالي، إلى انشقاق قائد القوات الغامبية، واستقالة نائبة الرئيس، واستسلام بعض الجنود على الحدود،، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك فكتب تطويق مكان إقامة يحيى جامى" كانت حربا إعلامية بامتياز فالجيش السنغالي رغم تحمسه إلاّ أنه يعول على الانشقاق من داخل الجيش الغامبي أكثر من تدخله عسكريا فهو يخشى المواجهة مع الجيش الصغير الذي لايتجاوز تعداده 1900 فرد فقط مع عتاد متواضع جدا،.
قرأ القائد الأخبار الواردة من السنغال وأنباء التحرك السنغالي النجيري فغضب غضبا شديدا واتصل بالرئيس السنغالي وأجرى الإثنين مهاتفة ساخنة صريحة لم يخفي فيها الرئيس عزيز غضبه وأبلغ نظيره السنغالي أنه يتحمل المسؤولية التامة عن كل ماسيترتب على إفشال جهود السلام، وأن أي خطر تتعرض له الجالية الموريتانية هناك أو ممتلكاتها سيكون الجيش الموريتاني جاهزا للثأر والإنتقام وأن الجيش الموريتاني جاهز للتدخل وقال يبدو أن الأمر لم يعد محاولة فرض الشرعية بل هو انتقام من شخص جامى" ومحاولة جرّ المنطقة لحرب غير محسوبة النتائج، بعدها حاول صال تهدئة الرئيس عزيز إلا أنه لم تطل المكالمة بعد ذلك طويلا فقطع الخط.... 
وبدأت إجراءات أخرى اتصال مستعجل بالصديق "إدريس ديبي" من أجل استسصدار قرار فوري من الإتحاد الإفريقي لوقف أي عدوان على غامبيا، وهو ماحصل فورا واتصالات أخرى بجهات دولية ذات وزن كبير سويعات وعادت المياه لمجاريها وتراجع الإعلام السنغالي عن الغزو حتى لانقول الجيش، 
لكن المعسكر المعادي لموريتانيا والمعارض لأي دور إيجابي لها في المنطقة زج بالرئيس الغيني في المبادرة وهو رجل يدعم السلام والحل السلمي وصديق لجامى" تم عزله من قبل معسكر السنغال من قبل بسبب ميوله للحل السلمي إلا أن حاجة الأسياد أصبحت ملحة له من أجل أن لاتبقى مبادرة السلام موريتانية بحتة فالتصل "كوندي" الذي كان خارج القارة بعزيز الذي رحب بأي دور يمكنه خدمة جهود السلام الموريتانية لكن بشروط أولها أن يتم التحرك من موريتانيا وأن تبقى موريتانيا هي القائد لأي جهد والراعية له وهو ماتم فعلا ووقعت الإتفاقية بالرعاية الموريتانية والإتحاد الإفريقي والأوروبي ولم يكن للإكواس ولا سنغال ولا فرنسا أي حضور فيها وسحب البساط من تحت المتحمسين للحل العسكري وانتصر صوت السلام ..
فشكرا لقائد الأمة ورجل السلام "محمد ولد عبد العزيز" الذي يستحق بجدارة منح جائزة نوبل للسلام ..